الأميار والمنتخبون، لم يجدوا سوى الأسبوع الأخير قبل بداية الحملة الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر، من أجل عقد مداولات المجالس "المخلية"، وخلالها أطلق الباقي المتبقي من "ممثلي الشعب" مشاريع بأموال "فضلت" في خزينة البلدية من مصروف الخمس سنوات المنقضية! قانونيا وتنظيميا، قد تكون هذه الاجتماعات حتمية لصرف ما تبقى من مال عام، وجرد الحصيلة قبل انطلاق عهدة انتخابية جديدة، تبعا لاقتراع نوفمبر القادم، لكن في أغلب الظن، فإن هذه المداولات هي في حدّ ذاتها بالنسبة لبعض المنتخبين وجه من أوجه الحملة، فيما هي بالنسبة للبعض الآخر من المحليين، فرصة لتحرير المشاريع المنوّمة تنويما مغناطيسيا! مداولات المجالس البلدية المنتخبة، "فيها وعليها"، وهي في الأصل حسب ما يضمنه القانون، مفتوحة لحضور المواطنين، لكن هل سمعتم أو رأيتهم يوما يا عباد الله، على مستوى 1541 بلدية على مستوى 48 ولاية، أيّ مير "دعا" أو "استدعى" المواطنين لحضور اجتماعات المداولات؟ وإذا حصل هذا الأمر في بلدية معينة، فعليه أن يكون نموذجا يُدافع عنه الجميع ! الكثير من الأميار والمنتخبين في "كروشهم التبن"، ولذلك يخافون من النار، وهذا هو سبب "منع" المواطنين من حضور المداولات، لأن أغلب هذه الاجتماعات، وبشهادة الشهود واعترافات بعض المعنيين، تحوّلت إلى حلبة لصراع الديكة بين ممثلي الأحزاب داخل المجلس البلدي، وبين منتخبي الحزب الواحد، وكلهم في "الهوى سوى" يتهافتون على الغنيمة ! المشاريع التي أطلقها منتخبو العهدة "الميتة"، كان من المفروض أن يحرّرونها من سجن صراعاتهم وسوء تسييرهم، طوال الخمس سنوات الماضية، لكنهم لحاجة في نفس يعقوب، ولدواع انتخابية موسمية، فضلوا تأجيلها، ككلّ عهدة، واختيار موعد اقتراب "الهملة" لبعثها أو إعطاء الانطباع بأنها انطلقت أو ستنطلق، ولو على الورق فقط، وذلك أضعف الإيمان ! من البديهي أن يتنفس المواطن الصعداء، ويحمد الله، أولا وأخيرا، وهو يلتقط خبر إطلاق مشاريع معتقلة بالبلديات، منذ 5 سنوات خلت، لكن هذا المواطن يُدرك جيّدا أن المير أو المنتخب أو المجلس الذي اجتمع في الوقت بدل الضائع وأطلق "الأرنب" عشية الحملة الجديدة، هو في الحقيقة يُمارس النصب والاحتيال والتضليل لتجنب "التبهديل" وسرقة أصوات تبقيه في المجلس المخلي ! الأحزاب ممثلة في نوابها وقياداته، والإدارة ممثلة في رؤساء الدوائر والولاة، يتحملون جزءا من المسؤولية، لأنهم يسكتون عن مثل هذه الفضائح والمهازل التي ستكبّد البلاد والعباد خسائر أخرى، على المستوى المحلي، وتضيع على الجميع المزيد من الوقت لحلّ مشاكل الزوالية بالقرى والأرياف التابعة للبلديات المغبونة!