دقّ عشرات الفلاحين بالمسيلة ناقوس الخطر بسبب الجفاف الذي يضرب المنطقة. فقد أكد فلاّحون ومربو ماشية للشروق بأن حالة الجفاف التي عمرت أكثر من 6 سنوات انعكست أثارها على المراعي وساهمت في الارتفاع الجنوني للأعلاف. وارتفع سعر القنطار من النخالة خلال هذه الأيام إلى حدود 3000 دينار جزائري بينما الشعير تجاوز في بعض الأحيان 4000 دينار جزائري، أما بالنسبة لرزمة التبن فسعرها يوصف من قبل الموّالين بالخيالي حيث أن الرزمة الواحدة تباع في الأسواق الأسبوعية بين 3000 إلى 5000 دينار جزائري. هذه الوضعية دفعت بالكثير من مربي الأغنام بالدرجة الأولى إلى التفكير في بيع ما يملكون من ماشية أمام الغلاء الفاحش للأعلاف. يسجل ذلك في ظل تدهور المراعي وانكماشها، فهناك مناطق تعرضت إلى زحف الرمال ويشار هنا إلى عدد من البلديات الجنوبية للولاية حيث الرمال قد زحفت على نسبة معتبرة من الأراضي الرعوية والمناطق السهبية التي تمتاز بانتشار بعض النباتات الطبيعية وفي مقدمتها الحلفاء وغيرها. كل هذه المؤشرات يضيف من تحدثوا إلينا من المربين تقف وراء الارتفاع الجنوني لأسعار مختلف الأعلاف المشار إليها. من جهة أخرى لجأ بعض الفلاحين إلى التنقل بماشيته إلى الشرق أو الغرب بحثا عن مساحات مخصّصة للرعي، علما أن نقل مئات رؤوس الأغنام تتطلب توفير وسائل نقل وتكاليف أخرى لا حصر لها. وأثرت كل هذه العوامل سلبا على تربية الماشية والأغنام على وجه التحديد عبر مختلف مناطق ولاية المسيلة حيث أن بعض الأرقام تشير إلى وجود نحو مليونيّ رأس غنم لكن يبقى الرقم حسب المختصين غير ثابت أمام الظروف المحيطة بتربية الماشية. وتعتبر البلديات الجنوبية بالمسيلة أشهر مناطق الولاية في تربية الأغنام سيما في بلديات سيدي عامر وامجدل واسليم وبن سرور وسيدي امحمد وبوطي سايح وسيدي عيسى وعين الملح وغيرها من البلديات، التي تعد أقطابا لتربية الماشية، وتعد أسواقها الأسبوعية الخاصة من أشهر الأسواق على مستوى القطر الجزائري.