تعد قرية الصدر الواقعة ببلدية عين الإبل جنوبالجلفة من ابرد المناطق في الجزائر حيث تنخفض درجات الحرارة بها إلى ما تحت الصفر دائما فسكانها يعانون الأمرين جراء انعدام وسائل العيش الكريم. انتقلت "الشروق"، إلى هذه المنطقة التي تبعد عن عاصمة الولاية بثلاثين كيلومترا باتجاه الأغواط، هذه القرية القريبة من المسؤولين والمعزولة تنمويا لا تسمع فيها سوى أصوات الرياح الباردة وحتى الجليد لم يذب رغم أننا في الفترة المسائية، حيث لاحظنا الصقيع الأبيض فوق المنازل الطوبية كأنه ثلوج، يقول سكان منطقة الصدر أن منطقتهم تعد أبرد منطقة في الجزائر نظرا لموقعها المنخفض حيث يجد سكانها صعوبة كبيرة في الخروج طيلة أشهر الشتاء، وكثيرا ما يستحيل عليهم الخروج نظرا لموجات البرد الشديد حيث يسمها بعض سكان المنطقة بسيبيريا نظرا للبرد الشديد الذي تمتاز به. لم يجد سكان منطقة وادي الصدر وسيلة للتدفئة سوى الحطب الذي تجلبه الوديان حيث يبحث السكان عن هذه المنطقة بالقرب من الأودية التي تمر بجانب قريتهم ويستعملها للتدفئة في ظل البرد الكبير في المنطقة في حين يختار البعض الأخر شراء المازوت من محطة البنزين المجاورة لمنطقتهم حيث يضع معظم سكان القرية براميل ممتلئة بمادة المازوت ويجعلون منها مادة للتدفئة عن طريق مدفأة تقليدية ، ويؤكد سكان المنطقة أنهم يستهلكون حوالي 15 لترا يوميا من مادة المازوت يوميا في ظل الفقر المدقع الذي يلازم سكان القرية أما البعض الأخر يستعمل قارورات غاز البوتان قصد التدفئة فهي الحل الوحيد للطبقة المتوسطة هناك في قرية الصدر، ورغم أن محطة البنزين مجاورة للقرية إلا أن قارورات الغاز تنعدم أحيانا ويلجأ السكان للتوجه نحو عاصمة الولاية من اجل اقتنائها في حين تنقطع الطريق أمامهم في حال تساقط كميات ولو قليلة من الثلوج. انتقلنا بعدها لزيارة، خالتي ربيحة هي رمز سكان قرية الصدر لكونها أكبر معمرة في القرية حيث تجاوز سنها القرن، فجميع شباب القرية يخدمونها لكونها تعيش لوحدها في منزلها البسيط، انتقلنا لخالتي ربيحة حيث وجدناها جالسة لوحدها وطلبت من شباب القرية ملء المدفأة بالمازوت، وبعد لحظات روت لنا معاناتها مع البرد حيث أكدت أن هذه المنطقة أبرد منطقة في الجزائر وهي تعيش بها منذ سنوات طوال وحلمها الوحيد مشروع لغاز المدينة قبل أن تموت، وهو حلم طال انتظاره لجميع سكان القرية. ويقول سكان منطقة الصدر إن قريتهم تعد من بين أغنى المناطق نظرا لوجود مؤهلات تجعل منها منطقة رائدة، حيث يوجد منها منجم انطلقت به الأشغال منذ سنوات لكنه توقف، إضافة إلى وجود مياه باطنية من أجود المياه على المستوى الوطني، حيث حولت هذه المياه إلى عاصمة الولاية وتمكنت من الاكتفاء من هذه المادة الحيوية بفضل أنابيب الماء التي حولت اليها من منطقة الصدر، كما تحتوي المنطقة على الكثير من الخيرات الطبيعية كالأراضي الفلاحية الخصبة، وغيرها من المؤهلات، لكن سكان قريتها يعيشون فقرا مدقعا، إضافة إلى انعدام غاز المدينة الذي يمر بجانب القرية التي تبقى محرومة من هذه النعمة.