أصدر، مؤخرا، الكاتب زين الدين بومزروق، كتابا جديدا بعنوان "طريق الحرير حزام الغد بين الجزائروالصين"، عن دار علي بن زيد للطباعة والنشر ببسكرة، وهو خلاصة لتجربة الرحلة التي قادته إلى الصين من 29 إلى 21 سبتمبر المنصرم، مع مجموعة من إطارات وزارة الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم، وهذا بالأكاديمية الصينية للحكامة التي تعتني بتكوين إطارات الوزارات والهيئات الحكومية بالصين. وإذا كانت هذه الرحلة برمجت من أجل الاستفادة من التجربة الصينية في تسيير المدن والمواصلات، وكذا التحكم في الخطط التنموية ومسألة النفايات، إلا أن الكاتب زين الدين بومزروق وثّقها أيضا في شق إبداعي، وصنفها ضمن أدب الرحلة، وهذا بناء على مجريات أشغال الدورة الدراسية التي أطرها أساتذة وإطارات من الأكاديمية بالعاصمة بكين وملحقة نانجينغ، وحسب محدثنا فقد بادر إلى نقل هذه التجربة في هذا الكتاب، لتبيان دور وزارة الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم في تكوين إطاراتها، بغية الاستفادة من تجارب الأمم الأخرى التي سبقتنا في هذا المجال، على غرار محور أنظمة النقل الذكية في الصين، وأنظمة التخطيط والتحكم والرصد لتسيير المدن والحواضر الكبرى والبنى التحتية. وقد تعرّض الكاتب زين الدين بومزروق في كتابه "طريق الحرير بين الجزائروالصين" إلى التحديات التي واجهها العملاق النائم خارجيا وداخليا، وتضامن الجزائر معه كرد للجميل بوقفة الصين أثناء ثورة التحرير، إضافة إلى مواقف الجزائر من أجل استعادة الصين لعضويته الدائمة في مجلس الأمن، كما خصّ محورا حول التعاون الجزائريالصيني، ومحاور أخرى حول النظام السياسي في الصين ووضع اقتصاده التجميعي وبنيته التحتية، بالإضافة إلى موضوع الدعم الصناعي لتعزيز التحضر، وتحديات المعركة الصعبة للتخفيف من وطأة الفقر، كما تطرق مؤلف الكتاب إلى الثقافة الصينية واستراتيجيات الحزام والطريق، وتماشيها مع التطبيقات النظرية، كما أشار إلى المراكز التي تهتم بالطاقات المتجدّدة والتنمية البشرية، وأدرج محورا حول الإنجازات الكبيرة التي منحت الصين مكانة مرموقة بين الدول في شتى الميادين.