سجلت تظاهرات جديدة في الشرق الأوسط ودول أخرى، الأحد، احتجاجاً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، كما أورت وكالة فرانس برس. وأثار إعلان ترامب، الأربعاء، أربعة أيام من المواجهات والتظاهرات في الأراضي الفلسطينية المحتلة. واستشهد أربعة فلسطينيين في قطاع غزة، اثنان في قصف جوي إسرائيلي بعد إطلاق صواريخ من القطاع وآخران في مواجهات على الشريط الحدودي. والأحد، اندلعت مواجهات في مدينة الخليل ومخيم العروب القريب منها، جنوبالضفة الغربيةالمحتلة، ما أدى إلى إصابة فلسطيني واحد بالرصاص المطاطي، حسب وزارة الصحة الفلسطينية. وفي تطور منفصل، أعلن جيش الاحتلال، أنه هدم نفقاً تابعاً لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يمتد من قطاع غزة إلى الأراضي المحتلة، لكنه أوضح أن هذا الأمر غير مرتبط بالاشتباكات والاحتجاجات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية احتجاجاً على قرار ترامب. وقال مسؤولون في وزارة الصحة الفلسطينية، أن أكثر من 1100 شخص أصيبوا في مواجهات مع جيش الاحتلال جراء الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والرصاص الحي، من الخميس إلى السبت. تظاهرات منددة رغم الأمطار الغزيرة، والرياح العاتية، توافد مئات الآلاف من الأتراك، صباح الأحد، إلى ميدان "يني كابي" في مدينة إسطنبول، نصرة للقدس والمسجد الأقصى. وفي لبنان، استخدمت قوى الأمن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، الأحد، لتفريق مئات المشاركين في تظاهرة في محيط السفارة الأمريكية في بيروت. وتجمع مئات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في محيط السفارة الأمريكية في منطقة عوكر في الضاحية الشمالية للعاصمة بيروت، وفق فرانس برس. وحمل المتظاهرون أعلاماً فلسطينية وارتدوا الكوفية الفلسطينية مطلقين هتافات ضد ترامب. وأحرق عدد منهم مجسماً للرئيس الأمريكي على وقع أغان وطنية. وفي القاهرة، تظاهر طلاب وأساتذة جامعات في جامعة الأزهر العريقة، حسب متحدث باسم الجامعة. وأظهرت صور انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مئات من المتظاهرين. وتظاهر عشرات الطلاب في جامعتين مصريتين أخريين. كذلك، تظاهر آلاف المسلمين الإندونيسيين، الأحد، في جاكرتا أمام السفارة الأمريكية، في أكبر الدول ذات الغالبية الإسلامية لجهة التعداد السكاني، تعبيراً عن غضبهم حيال القرار الأحادي الأمريكي. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورايات كتب عليها "نحن مع الفلسطينيين" و"صلوا لفلسطين". وكان قرار ترامب أثار إدانات دولية وتحذيرات من انزلاق المنطقة إلى دوامة عنف جديدة. ودعا وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماع طارئ في القاهرة، فجر الأحد، الولاياتالمتحدة إلى إلغاء قرارها محذرين إياها من أنها "عزلت نفسها كراع ووسيط في عملية السلام" ودعوا دول العالم أجمع للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ومن المقرر أن يزور نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس المنطقة في وقت لاحق هذا الشهر، ولكن مسؤولين فلسطينيين أكدوا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يلتقيه. واحتلت "إسرائيل" القدس الشرقية في عام 1967، وأعلنتها عاصمتها الأبدية والموحدة في 1980 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولاياتالمتحدة. ويرغب الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة. وحاولت العديد من خطط السلام في العقود الماضية حل مسألة تقسيم السيادة أو الإشراف على المواقع المقدسة في القدس. ويشكل وضع القدس إحدى أكبر القضايا الشائكة لتسوية النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *