الديوان الوطني للسياحة وشريكه في قفص الاتهام ورعايتهما لموسم الحج يلفها الشك أعدت المديرية العامة للخطوط الجوية الجزائرية تقريرا مفصلا عن سوء تسيير عملية نقل المناصرين الجزائريينلجنوب افريقيا، هذا التقرير الذي يعتبر بمثابة شكوى سيسلمها المدير العام للجوية الجزائرية وحيد بوعبد الله للوزير الأول أحمد أويحيى، تتضمن كل النقاط السلبية للعملية والإهمال الذي تعرض له الأنصار خلال عملية النقل بغض النظر عن ظروف الإقامة. وأكد المدير العام للجوية الجزائرية في تصريح خاص ل "الشروق" أمس، أن الشركة سجلت صعوبات كبيرة في نقل الأنصار المتواجدين بجنوب إفريقيا منذ أسبوعين، نتيجة سوء التنظيم والفوضى العارمة التي طبعت عملية التنظيم التي أوكلت لوكالتين سياحيتين بصفة حصرية، معتبرا أن سوء التنظيم انعكس على عملية تنظيم الرحلات، وذهب المسؤول الأول على النقل الجوي في تعبيره عن استيائه من سوء التنظيم لحد قال فيه "أعتبر الإهمال والفوضى التي طبعت العملية نتيجة طبيعية لاحتكار العملية من قبل الديوان الوطني للسياحة والأسفار ووكالة سياحية أخرى كانت شريكته في عملية التنظيم، مشيرا بأن الحكومة كانت لديها نية لتوسيع عملية التنظيم لتشمل وكالات سياحية خاصة قصد إضفاء عامل التنافسية "واستغرب محدثنا مغادرة مسؤولي الوكالتين على متن أول رحلة، من الجسر الجوي، وهي الرحلة التي وصلت مطار هواري بومدين ظهيرة يوم الخميس، أي في اليوم الموالي لآخر مقابلة لعبها المنتخب الجزائري". وأوضح محدثنا أن الجوية الجزائرية هي طرف في العملية مسؤول على عملية النقل ليس إلا، ووجدت نفسها مقحمة في عمليات أخرى، وقال صراحة إن تنظيم الرحلات تأثر كثيرا بسوء التنظيم وإهمال أفواج المناصرين وعدم تنظيمهم بطريقة صحيحة، على اعتبار أنه يفترض في الوكالتين ترتيب الأفواج بحسب الرحلات المبرمجة، وقال "الجوية الجزائرية لن تسكت عن الفوضى، بالرغم من التفهم الذي لمسته عند الأنصار الذين عانوا كثيرا، أعددنا تقريرا وافيا تضمن كل السلبيات، وغياب الوكالتين كلية وإخلالهما بمسؤولياتهما تجاه الأنصار، وسنسلم التقرير للوزير الأول أحمد أويحيى، كون الوكالتين ظفرتا بالعملية ضمن إطار الامتياز، وكان عليهما عدم المغادرة ، إلا بعد التأكد من مغادرة آخر مناصر لأراضي جنوب افريقيا". وبعيدا عن الفوضى التي أكد وحيد بو عبد الله أنها شكلت سمة أساسية لرحلة الأنصار، قال إن آخر فوج من الأنصار وصل اليوم الجزائر في الساعات الأولى، في حين وصل فوجان أمس على متن رحلتين الأولى كانت في حدود الساعة ال11 وأخرى عند منتصف الليل، في حين كانت أولى رحلة للجسر الجوي الذي ضم 7 رحلات قد وصلت مطار هواري بومدين ظهيرة يوم الخميس الماضي، ومعلوم أن تعداد الأنصار الجزائريين الذين تنقلوا مباشرة من الجزائرلجنوب افريقيا لدعم الخضر بلغ 2000 مناصر. الانتقادات التي أطلقها مدير عام الخطوط الجوية الجزائرية، والتي شكلت مضمون تقرير رسمي أو بمعنى آخر شكوى رسمية ستصل الوزير الأول تحمل أهمية كبيرة جدا على اعتبار أن الوكالتين السياحيتين معنيتان بطريقة مباشرة بتنظيم موسم الحج لفائدة 14 ألف حاج، وهي الحصة التي حددتها الحكومة في اجتماع وزاري مشترك، وقررت منحها بصفة حصرية للوكالتين واحدة عمومية وأخرى شهد لها بتحكمها في العملية في السنوات السابقة. شكوى الأنصار وشكوى الجوية الجزائرية تفتحا الباب للاستفهام إذا كان هذا هو مستوى تنظيم رحلات 2000 شخص، فكيف سيكون الحال بالنسبة ل14 ألف حاج؟