استعادت المشيخة العامة للطريقة القادرية في الجزائر وعموم إفريقيا، الكائن مقرها بالرويسات بولاية ورقلة، إرث الطريقة القادرية بولاية الوادي، وكان أخرها مقر الزاوية بمدينة الوادي، بعد معركة قضائية انطلقت فصولها منذ سنة 2009، إلى غاية 2017، بعد حكم قضائي يقر بأحقية المشيخة العامة في تسيير ممتلكات الطريقة، وتم تنفيذ قرار مجلس قضاء الوادي بحر هذا الأسبوع. واعتبر الشيخ لحسن بن محمد بن ابراهيم الحسني، شيخ المشيخة العامة للطريقة القادرية بالجزائر وعموم إفريقيا، في اتصال مع الشروق، أن استعادة زاوية الشيخ الهاشمي الشريف، هو انتصار للعدالة وللحق، كما اعتبر أن زاوية الشيخ الهاشمي الشريف، هي منارة للعلم وتحفيظ القرآن، وملتقى عابري السبيل وإعانة المحتاجين، ومعلم تاريخي يشهد على انطلاق المجاهدين الذين شاركوا في العديد من الثورات المسلحة ضد المستعمر، لاسيما ثورة النفوسة سنة 1914 التي خاضها الأشقاء في ليبيا ضد المستعمر الإيطالي، أين أرسل الشيخ الهاشمي الشريف جيشا مكون من 400 مجاهد مجهزين بالعدة والعتاد في ذلك الوقت، من أهالي الوادي، بالإضافة لمساعدات لوجيستية ومادية، لقبيلة نفوسة الأمازيغية بليبيا، وكان على رأس أولئك المجاهدين، ابن أخ الشيخ الهاشمي الشريف، الشيخ محمد الأمين بن الشيخ محمد الإمام شيخ الزاوية القادرية بالرباح، كما أن زاوية الوادي، هي البؤرة التي انطلقت منها المظاهرات الحاشدة ضد الاستعمار الفرنسي سنة 1918، والتي قادها الشيخ الهاشمي الشريف بنفسه، وتحدى بها القائد الاستعمار الفرنسي آنذك، وبسببها نفته السلطات الاستعمارية إلى تونس، وكانت الزاوية توقظ في النفوس العداء للاستعمار باستمرار، إلى غاية اندلاع حرب التحرير المجيدة. كما تأسف الشيخ لحسن الحسني، لما حدث لضريح الشيخ الهاشمي الشريف سنة 1984، من تحريق وتهديم، وهو الأمر الذي دفع بأسرة الشيخ الهاشمي الشريف التي رحلت للجزائر العاصمة واستوطنت هناك، للاستنجاد بشيخ المشيخة العامة للطريقة القادرية بالرويسات ولاية ورقلة، من أجل رعاية ممتلكات الطريقة، والحفاظ على موروثها المتجذر في التاريخ، وعلى إثرها استعاد الشيخ محمد بن ابراهيم الحسني، جميع ممتلكات وعقارات الزاوية القادرية بالوادي، لاسيما زاوية البياضة، والوادي، وحساني عبد الكريم، وقمار، وغيرها، لكن في إطار هيكلة الزاوية وإعادة تنظيم عملها، توغل في صفوف المريدين، من له مصالح شخصية وأغراض منافية لأخلاق وقيم الطريقة القادرية، بالإضافة لشق عصا الطاعة وعدم الالتزام بالتوجيهات الروحية للمشايخ، مما تسبب في تعطل وعرقلة مشعل الطريقة بالوادي في إنارة الطريق الفترة الماضية. وكشف شيخ المشيخة العامة للطريقة القادرية، أنه بُلغ بأن البنية التحتية للزاوية المُسترجع بالوادي، يحتاج للترميم وإعادة الطلاء والهيكلة، بسبب حالة الإهمال التي كانت تعاني منها، كما أكد ذات المتحدث بأن الزاوية ستعود إلى سابق عهدها في تحفيظ القرآن وتدريس الفقه، على مذهب الطريقة القادرية المستمد من المذهب المالكي، كما ستعود منارة للعلم وللوحدة الوطنية والاعتدال والوسطية، كما جدد النداء لكل القادريين الغيورين على الطريقة، من أجل الوقوف كرجل واحد والالتفاف حول الطريقة لإعادة أمجادها وتاريخها المُشع بالنور، وفي ختام كلامه وجه الشيخ رسالة شكر للقضاء الذي أنصفه وأعاد الحق إلى أهله.