بتوالي ليالي المهرجان العربي للمسرح بتونس فتح المسرح الجزائري أبواب التعاون وتبادل الخبرات بينه والمسارح العربية المشاركة، حيث علمت "الشروق" من مصادر خاصة، أن الوفد الجزائري ممثلا بمدير المسرح الوطني الجزائري ومحافظ المهرجان الوطني للمسرح المحترف، حضر أكثر من أرضية تعاون مع الأشقاء العرب، خاصة مما أقنعوا أكاديميا وممارسة في العروض والندوات التطبيقية. كما طالب أكثر من مهرجان عربي وعالمي استضافة العرض الجزائري "ما بقات هدرة" لمخرجه محمد شرشال ومنتجه مسرح سكيكدة الجهوي، خاصة أن مستوى العروض المشاركة متباين جدا وإن ارتفع المستوى، الإثنين، إلا أن إرهاصات الواقع العربي تجلت واضحة عبر عرضي "صولو" المغربي و "الرهوط" التونسي بين واقع المجتمع المغربي وراهن الحراك السياسي التونسي. بقاعة الفن الرابع وعن رواية "ليلة القدر" للكاتب المغربي الطاهر بن جلون قدمت المغرب "صولو" أو "العزف المنفرد" جرأة مسرحية من خلال سلسلة اعترافات ل "زهرة"، التي عاشت رجلا إلى حد العشرين من العمر، وهو ما أبرز ظواهر تجريم ختان المرأة من موقعة "ليلة القدر"، ثم وفاة والدها، واغتصابها إلى دخولها السجن بعدما وقعت في غرام أعمى مع رجل لا يرى، لكنه أبصر انسانيتها، قبل انتهاء العرض بخروج "زهرة" من السجن باحثة عن حرية أخرى. من جانبه عرض "الرهوط أو تمارين في المواطنة" من تأليف وإخراج عماد المي وإنتاج "بيفالو آرت" تمثيل وليد عبد السلام وعبد القادر بن سعيد وعلي بن سعي وغسان الغضاب وامنة الكوكي ومنى التلموردي. عرض كسر الجدار الرابع باللعب وسط الجمهور ودون ديكور على فضاء فارغ، تجلى به تاريخ تونس منذ زمن الديكتاتورية إلى زمن الديكتاتوريات عبر صراع شعب يفتش عن الحياة بعيدا عن مقدسات بالية، في زمن جديد يتمنى أن يحيا مع الوطن لا أن يموت ليحيا الوطن، وهي الفكرة الرئيسية في عرض اقترب من مشروع مسرحية ألاجواد الجزائرية، التي قدمها الراحل عبد القادر علولة في الجزائر . العرض الذي احتضنه فضاء الريو حضر الجمهور لتلقي العرض واستخدم مسرحا كوميديا ساخرا مع مزج كل المدارس المسرحية بين الواقعية في التسجيل والتاريخية من خلال استحضار وقائع، ثم تغريب الممثل في مسار درامي جميل وموفق إلى شكل بعيد، أكد وجود المشروع المسرحي الجاد للفريق الشاب، خاصة فيما يتعلق بالرسالة أولا، ثم صناعة التماهي مع الجمهور بأداء متقن للممثلين.