نشطت من جديد الهجرة غير الشرعية عبر الشريط الساحلي العنابي، وكثفت عصابات تهريب البشر من نشاطها اليومي، من خلال تنظيم رحلات يومية عبر قوارب تقليدية الصنع وعلى متنها شباب من مختلف الأعمار باتجاه جزيرة سردينيا الإيطالية. حيث تمكن فجر الثلاثاء عناصر الوحدة العائمة لحراس السواحل التابعة للواجهة البحرية الشرقية للناحية العسكرية الخامسة خلال 24 ساعة الماضية، من إحباط محاولة الحرقة لعائلتين، كونوا فوجا يتكون من 15 شخصا بينهم امرأتان وثلاث بنات تتراوح أعمارهم بين سنتين إلى ثلاثين سنة نظموا رحلة سرية بعد خروجهم من شاطئ واد بوقيراط بسيرايدي، لكن آمالهم باجتياز البحر إلى الضفة الشمالية للمتوسط باءت بالفشل، ليتم توقيفهم على بعد أميال فقط شمال شرقي رأس الحمراء بعنابة، وحسب ذات المصادر فإن الحراقة تم تحويلهم صبيحة الثلاثاء أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة فاستفادوا من استدعاءات مباشرة وغرامة مالية قدرت ب20 ألف دينار جزائري. جدير بالذكر، فقد أكد محامي الحراقة كسيلة زرقين ل"الشروق" أنه لا يزال أمل مئات العائلات الذين فقدوا أبناءهم في رحلات هجرة غير شرعية انطلاقا من شواطئ مدينة عنابة معلقا بتحرك السلطات الجزائرية، التي لم تتعامل مع هذا الملف بجدية، خصوصا بعد حصول الأهالي على دلائل وقرائن تدل أن أبناءهم المفقودين خلال سنتي 2006 و2007 والمقدر عددهم بقرابة 400 حراق من مختلف الأعمار متواجدون حاليا في السجون التونسية، حيث طالب أهالي الحراقة بالكشف عن مصيرهم الغامض بعد ما اختفوا اختفاء قسريا فور دخولهم المياه الإقليمية التونسية، كما استغرب الأهالي طي القنصلية الجزائرية بتونس هذا الملف وتركه حبيس الأدراج، ولم يتم النظر فيه بتاتا حسب تصريحات الأهالي أو حتى تحريكه من قبل القنصل العام الجزائري بتونس والذي اتهمه أهالي الحراقة بالتقصير في أداء مهامه حسب قولهم، وعليه عاود أهالي الحراقة تجديد مطلبهم للسلطات الجزائرية إعادة النظر في ملف الحراقة المفقودين الذين وصل عددهم قرابة 430 شاب بعد تسجيل قرابة 30 مفقودا خلال السنة الفارطة 2017.