لفظ الدكتور محمد زعيّم أنفاسه الأخيرة، عن عمر ناهز 67 سنة، عقب أدائه صلاة العشاء، ليلة الأربعاء، متأثرا بوعكة صحية مفاجئة، بمنزله الكائن ببلدية بلخير الواقعة على مسافة كيلومترين فقط عن مقر عاصمة ولاية قالمة. وفور انتشار خبر وفاة الدكتور زعيم، حتى توافد على بيته المئات من المواطنين الذين يعرفونه جيدا كونه أشهر طبيب بالمنطقة، وهو صاحب عيادة خاصة ببلدية بلخير، ويسمى "أبو الفقراء" كونه كان يتكفل بالكشف عن المرضى المحتاجين بمبالغ رمزية، وهو الطبيب الوحيد الخاص على مستوى ولاية قالمة الذي لم يرفع سعر الفحص الطبي عنده منذ عقدين من الزمن، حيث إنه كان يكشف عن مرضاه بمبلغ رمزي فقط، ما أكسبه شهرة كبيرة بين المواطنين المتوافدين على عيادته من كل بلديات الولاية، سواء ما تعلق الأمر بالعلاج أو حتى بزيارته للتحدث إليه في شؤونهم الخاصة، حيث كان يعطي المريض حقه من الوقت في الحديث والتحضير النفسي للكشف الطبي. وبمجرد انتشار خبر وفاة الدكتور زعيّم حتى ملأت صوّره صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وآلاف التعليقات المصحوبة بالتعازي، والترحم على روح الفقيد، والتذكير بخصاله ووقوفه الدائم إلى جانب الفقراء وحسن معاملته لهم. وقد تم تشييع جثمان الفقيد عند صلاة الظهر بمقبرة بلدية بلخير، بحضور آلاف المواطنين الذين جاؤوا من مختلف بلديات الولاية وحتى من الولايات المجاورة، فرحم الله عميد الأطباء وأسكنه فسيح جنّاته.