العائلة توارثت المنزل لأكثر من نصف قرن مأساة حقيقية تلك التي حضرناها أمس بحي الزمالة، أعرق الاحياء بوسط مدينة باتنة، حيث تفادى الحي كارثة إنسانية صنعها أفراد عائلة مكونة من ستة أشخاص، أراد اثنان منهما تفجير نفسيهما وتفجير المنزل بقارورة غاز كانت موضوعة على صفائح القرميد في الجزء العلوي لهذا المنزل الذي لا تزيد مساحته عن 100 متر بعد أن صدر حكم في حقهم بإخلاء المنزل... وحضرت القوة العمومية لتطبيق ذلك، لكنها وجدت صعوبة في ذلك بعد أن ثار الجيران وتجمهروا بأعداد كبيرة، وهو ما لاحظناه على وجوههم وكلامهم الذي لم ينقطع من كل الأفواه التي كانت تحيط بنا، ولم يسمحوا لنا بالاستفسار وأخذ المعلومات الصحيحة من المعنيين إلا بتدخل أحد الجيران المتضامنين مع عائلة نوار لزهر والوالد الذي كان خارج المنزل وفي حالة يرثى لها ويعاني من مرض مزمن جعله فاقدا لوعيه في بعض الأحيان، حيث ترجى تدخل الوالي.. وكانت قضية هذا المنزل الغريب الذي كان يسكنه نوار لزهر حسب كلامه وكلام كل الجيران الذين سألناهم منذ خمسين سنة رفقة شقيقته وأربعة أفراد تتراوح أعمارهم بين 19 سنة و28 سنة، حيث استأجره وكان يسدد حقوق اكترائه من مالكته الحقيقية حضري عائشة المتوفية منذ عشرين سنة، لكنه تفاجأ عندما وصله إستدعاء منذ حوالي خمس سنوات للاستماع له في محضر بعد أن تقدم المدعو "ف، ر" بشكوى مفادها أنه هو المالك الحقيقي لهذا المنزل وبحوزته عقد ملكية، وقد اشتراه من عند ورثة المدعو "خ، ع" المتوفي هو الآخر وأن أبناءه يؤكدون من خلال الملف الذي بحوزتهم بأن والدهم كان قد تزوج قبل وفاته بمالكة هذا المنزل، ويملكون كل الوثائق القانونية بما في ذلك استخراجهم لعقد ميلاد لحضري عائشة يثبت بأنها فعلا كانت متزوجة بوالدهم المدعو "خ،ع" قبل وفاتها، بينما في الجهة الأخرى أكد أفراد عائلة نوار لزهر بأنهم قاموا باستخراج عقد ميلاد يؤكد عدم زواج المذكورة من هذا الشخص، وهو الإشكال الذي بقي غامضا في وجود اتهامات من الطرفين بوجود تزوير يكون قد تم في هذه الوثيقة، وبين هذا وذاك طالب جمع غفير من جيران هذه العائلة تدخل السلطات وإيجاد حل عاجل لهذه القضية بمنحهم سكن إجماعي أو تقديم يد المساعدة لهم في ظل الوضع القاسي الذي يعيشونه.