لأكثر من أسبوع، يعيش سكان بقعة زمورة التابعة لبلدية أولاد بن عبد القادر الواقعة جنوب عاصمة ولاية الشلف، حالة من القلق والهلع الشديدين، والسبب هو إصابة العديد منهم بشكل يومي، حتى وصل العدد إلى أكثر من 200 شخص، بينهم أطفال. تنوعت الأعراض لدى المصابين بين الإغماء، والقيء، والإسهال الحاد، إلى جانب الهبوط والارتفاع في درجة حرارة أجسادهم، وفيما ذهبت بعض التفسيرات، إلى أن ذلك من أعراض التسمم، لكن حتى الآن، لم تعرف أسبابه، بالرغم، من إجراء تحاليل للماء الذي يشرب منه هؤلاء السكان إلى جانب طعامهم، الأمر الذي زاد من حيرة وقلق هؤلاء السكان، الذين يتساءلون اليوم عن الحقيقة فيما حدث لهم.
البداية كانت من مأتم روى شيخ في العقد السابع من العمر للشروق ما حدث منذ البداية بالقول انه ً مباشرة بعد عشاء مأتم أقيم هنا في هذه البقعة، نقل إثرها 5 أشخاص إلى العيادة المتعددة الخدمات بأولاد بن عبد القادر، وذلك بعد إصابتهم بإغماء، متبوع بالقيء، والإسهال الحاد، وقد تم إسعافهم في الحين، وقدمت لهم ادوية، وغادروا العيادة، غير انه في اليوم الموالي أصيب سبعة آخرين بنفس الحالة، قبل ان يصبح الجميع هنا في هذه البقعة –يواصل الشيخ- حديثه للشروق، يتساقطون مثل الذباب، حيث ً أصبح في كل يوم يسقط من 6 إلى 8 أشخاص، ويتم أخذهم كالعادة إلى ذات العيادة، ويتم علاجهم بالمصل، ثم يعودون إلى بيوتهم ، وذلك طيلة أزيد من أسبوع كامل، حتى وصل العدد إلى نحو أكثر من مائتي شخص بينهم أطفال، سقطوا مغمى عليهم في مدارسهم، وروى شاب يبلغ من العمر 37 سنة للشروق ما حدث بالقول انه كان جالسا في بيته العائلي بشكل عادي، قبل أن تنعدم الرؤية لديه بشكل كامل، وأصيب بإغماء، وتم نقله إلى المستشفى، وتم اخضاعه للعلاج، غير انه بعد عودته أصيب بهبوط كبير في درجة الحرارة، قبل ان ترتفع درجة حرارته جسمه مجددا، وهو نفس ما حدث مع جميع المصابين تقريبا. بعد نقل الحالات الأولى إلى العيادة المتعددة الخدمات بأولاد بن عبد القادر، تم إرجاع الأمر إلى ان ذلك يتعلق بحالة تسمم جماعي وفقا للأعراض التي ظهرت على المصابين، ليلة المأتم وتنقلت المصالح المختصة إلى البقعة، وقامت بأخذ عينات من الطعام، وتم اخضاعها إلى التحاليل، لكن يقول هؤلاء السكان، حتى الآن لم تظهر هذه نتائج تلك التحاليل، او لم يتم الإفراج عنها من طرف الجهات المعنية، وفيما كان يعتقد الجميع على الأقل، ان وليمة المأتم هي السبب، غير ان تواصل اصابة اشخاص آخرين من ذات البقعة، أدخلهم في حيرة، وقلق، إلى جانب هلع شديد، وبات الجميع يتحدث عن عدوى من فيروس مجهول، واصبحوا يطالبون السلطات بالتدخل العاجل.
هل هو المنبع المائي أم أعلاف الدجاج؟ في ظل عدم الإفراج حتى الآن عن التحاليل التي أجريت على الطعام الذي تم توزيعه في المأتم، يقول سكان هذه البقعة، ان ذلك ليس هو السبب وراء ما حدث، ويستدلون بسكان آخرين، في ذات البقعة، لم يحضروا الوليمة، هم ايضا أصيبوا بذلك، وبات الأمر حسب هؤلاء السكان اشبه بعدوى انتقلت بين الجميع، واصبح كل مواطن فيهم، يتوقع ان يكون هو التالي، بعد توالي سلسلة عداد المصابين، الأمر الذي جعل هؤلاء السكان يتجهون إلى الاعتقاد أن ما يقف وراء ذلك هو العين التي يشربون منها، وقد تنقلت أيضا السلطات إلى المنطقة، وقامت بأخذ عينات من الماء، مع العلم انه يوجد منبعان للماء يشرب منهما سكان هذه المنطقة، وعنهما يقول هؤلاء السكان، ان أحدهما قد تكون مياهه مختلطة بقناة للصرف الصحي، ويقولون انهم بالرغم من مطالبتهم العديد من المرات الجهات المعنية، بتطهير مياه تلك العين، الا انها لم تقم بذلك، ويلقي هؤلاء السكان باللائمة على السلطات، في تجاهلها لذلك، ويكشف هؤلاء السكان ان هذه العين حالتها مزرية، وقد ظهر ذلك جليا حين تم معاينتها، عند أخذ عينات منها لإجراء تحاليل على مائها. في غمرة الهلع الذي انتاب سكان القرية تجاه ما حدث لهم ، راح البعض يشتبه في الدجاج، وذلك بعد إصابة ايضا آخرين من بلدية وادي سلي، وهم من عائلة واحدة بتسمم، ليلة إصابة سكان القرية المذكورة، وأرجعت الأسباب إلى الدواء الذي يعالج به الدجاج اثناء تغذيته من طرف المربين. في اتصال الشروق بنائب رئيس بلدية اولاد بن عبد القادر بابا زيان عبد القادر، كشف ان نتائج التحاليل التي أجريت على كلا المنبعين المتواجدين في البقعة، كانت سلبية، وعكس ما قاله السكان، قال انه يتم تطهير المنبعين بشكل مستمر، واضاف ايضا انه تم أخذ عينات من الطعام الذي تم تناوله في وليمة الجنازة، ولازالت النتائج لم تظهر بعد، بينما قدر عدد المصابين بنحو 12 شخصا، عكس السكان الذين قالوا انه بلغ اكثر من 200 شخص. الآن يقول سكان هذه القرية ان عدد المصابين توقف، حيث لم تسجل اصابات جديدة، لكنهم قالوا ان حالة القلق والهلع الشديدين التي يعيشونها لازالت جارية بينهم ولم تتوقف، ويطالبون بإظهار حقيقة ما حدث، كما يطالبون ايضا بتطهير منابع المياه التي يتزودون منها، ويقول انهم يعيشون حالة إهمال شامل في مختلف مناحي الحياة على مستوى قريتهم.