أثبتت نتائج التحاليل المخبرية، التي تم إجراؤها على مستوى مخبر الوقاية بمديرية الصحة والسكان بولاية قالمة، على خلفية التسمم الغذائي الخطير الذي أودى بحياة الطفل )ع.خ( البالغ من العمر 15 سنة وإصابة سبعة آخرين من عائلته، أن السبب الرئيسي في تسمم هذه العائلة هو احتواء حليب الماعز وكذا ماء الغسيل الذي تتزود منه العائلة من أحد المنابع العشوائية على ميكروب السالمونيل الخطير، والذي يكون قد أدى إلى هلاك الطفل الضحية بعد أن ظهرت عليه أعراض التسمم الغذائي المتمثلة أساسا في التقيؤ والإسهال الحاد قبل ارتفاع درجة حرارة جسمه وإصابته بالوهن إلى درجة عجزه عن الحركة، قبل أن يفارق الحياة داخل مسكن عائلته المتواجد بمشتة جنان الرخمة ببلدية عين صندل الواقعة بأقصى الجهة الجنوبية الشرقية لإقليم ولاية قالمة على حدودها مع ولاية سوق أهراس، * وهي نفس الأعراض الذي ظهرت على باقي أفراد عائلته السبعة والذين تتراوح أعمارهم بين 13 سنة و80 سنة قبل أن يتفطنوا إلى إصابتهم بالتسمم الغذائي، ليقوم رب العائلة بإخطار فرقة الدرك الوطني التي تدخل عناصرها وأعلنوا حالة الطوارئ القصوى بعد التأكد من هلاك الطفل، ليتم نقل باقي أفراد العائلة إلى العيادة المتعددة الخدمات بحمام النبائل، أين أمر الأطباء بضرورة تحويلهم على جناح السرعة إلى مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى ابن زهر، أين تم التكفل بهم قبل أن تستقر حالاتهم الصحية، فيما أوفدت مديرية الصحة والسكان بالولاية فرقا من المختصين إلى مكان حدوث هذا التسمم القاتل، لفتح تحقيق وبائي والوقوف ميدانيا على المحيط المعيشي لعائلة المصابين، حيث تم رفع عينات من الأغذية والأطعمة المشتبه في تسببها في حدوث هذا التسمم، خاصة منها البيض وحليب الماعز والطماطم والعنب ومياه الشرب وكذا الماء المستعمل في الغسيل، حيث حامت الشكوك وقتها حول نوعية البيض أو حليب الماعز الطازج الذي كان محل أكثر الشكوك تداولا في أوساط المختصين قبل أن تبين نتائج التحاليل المخبرية احتواءه على ميكروب السالمونيل رفقة المياه المستعملة في الغسيل، خاصة وأن هذه العائلة تقتني مياهها من منبع مائي مراقب ومعالج ومنبع آخر عشوائي مياهه غير صالحة للشرب، مما أدى إلى إصابة أفرادها مطلع الأسبوع الجاري، بميكروب السالمونيل الخطير والسام. من جهة أخرى فقد علمت "الشروق اليومي" أن مصالح الوقاية بمديرية الصحة والسكان بالولاية بادرت إلى شن حملة تحسيس واسعة في أوساط أهالي المنطقة وتوعيتهم بعدم اقتناء المياه من المنابع العشوائية تفاديا لأية إصابة محتملة بأي تسمم غذائي، وحثهم على ضرورة التوجه إلى أقرب نقطة صحية في حالة إحساسهم بأية أعراض وبائية. في انتظار تدخل المصالح البيطرية على مستوى مديرية الفلاحة بالولاية لتطعيم ومعالجة رؤوس الماشية بالمنطقة.