أكد رئيس بلدية القصبة، عمر زطيلي، أن نحو 90 بالمائة من السكنات التي رحّل سكانها، تعرضت للاقتحام من جديد من طرف غرباء.. وهو ما اعتبره المتحدث معضلة حقيقية، تعيشها القصبة اليوم، خاصة بتلك العمارات المصنفة ضمن أخطر الخانات، المدرجة ضمن القطاع المحفوظ غير المعني بالتهديم، نافيا أن يكون مشروع المترو الذي يمر بالمنطقة خطرا على السكان مثلما يروج له هؤلاء. وقال زطيلي، في تصريح إلى "الشروق"، ردا على استفسارات وشكاوي المواطنين بشأن تخوفهم من مستقبل سكناتهم الهشة المعرضة للانهيار بفعل الاهتزازات التي يمكن أن يخلفها المترو الذي سيدخل حيز الخدمة هذه الأيام، أن المشروع لا يمثل أي خطر على البنايات، حيث سبقته دراسة معمقة وخبرة بقيادة مهندسين وخبراء، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تغامر الدولة بحياة المواطنين بمثل هكذا المشروع، ورد على هؤلاء بالقول: "من يريد الرحلة يلقى مبررا". وأشار المتحدث إلى أن نحو 90 بالمائة من السكنات بالقصبة التي رحل سكانها، أعيد احتلالها من جديد، وهو ما وصفه "المير" بالإشكال الذي تتخبط فيه البلدية حيث تغامر عائلات بأولادها وتقتحم تلك السكنات الهشة التي يمكن أن تعرض حياتها للخطر دون أدنى مبالاة منها. وذكر في هذا الإطار أن عائلات على سبيل المثال رحلت في الثمانينيات، كشف الإحصاء أنها استخلفت بعائلات أخرى اقتحمتها من جديد في التسعينيات، كما تطرق إلى الشقق التي يرفض أصحابها تهيئتها من الداخل خاصة تلك التابعة إلى الورثة حيث يطالب الأبناء بالترحيل عوض التهيئة، مضيفا أن البلدية تتلقى فقط شكاوي تعني المطالبة بالترحيل لا غير، في حين قامت المصالح التقنية للبنايات بإعداد خبرة لكل عمارة منها ما خصصت سلالمها للتهيئة وأخرى واجهتها وبعضها مصنفة ضمن الخانة الحمراء وهكذا. وعن أسباب إبقاء العمارات دون تهديم مثلما جرت العادة في حالة ترحيل سكانها، رد زطيلي بالقول إن نحو 97 بالمئة من البنايات بالقصبة مصنفة ضمن القطاع المحفوظ حتى تلك الموروثة عن "الكولون" غير معنية بالتهديم وتبقى تراثا يميز المنطقة، وختم "المير" كلامه بأن البلدية لا تملك صلاحيات الترحيل ولا تقوم بالبناء بل تنسق مع الولاية بطرح الانشغالات وحمل شكاوي المواطنين فقط.