قالت السلطات ونشطاء، إن اشتباكات اندلعت، الأربعاء، في مدينة جرادة في أقصى شرق المغرب وذلك بعد يوم من تحذير السلطات للمتظاهرين من مغبة استمرار المظاهرات في المدينة والتي بدأت قبل نحو أربعة أشهر احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وقال بيان صادر عن السلطات المحلية لمدينة جرادة، مساء الأربعاء، إن المتظاهرين في المدينة قاموا "بإحراق 5 سيارات تابعة للقوات العمومية وإلحاق أضرار جسيمة من العربات والمعدات المستخدمة من قبل هذه القوات". وأضاف البيان، أنه تم "تسجيل بعض الإصابات في صفوف القوات الأمنية بعضها بليغة نقلوا على إثرها للمركز الاستشفائي الجامعي بوجدة" قرب جرادة. وقالت السلطات، إنه تم القبض على "تسعة أشخاص على خلفية هذه الأحداث، سوف يتم تقديمهم أمام العدالة". في حين قال ناشط حقوقي في اتصال هاتفي مع وكالة رويترز للأنباء طلب عدم نشر اسمه، إنه "وعلى أثر قرار منع السلطات التظاهر بالمدينة خرجنا إلى الغابة المجاورة للاعتصام بالقرب من آبار الفحم والمطالبة ببديل اقتصادي لكننا فوجئنا بنحو 500 من رجال الدرك تحاصرنا في الأول ثم ما فتئ أن انضافت إليهم تعزيزات أخرى ودهسوا شاباً وأصابوا امرأة إصابة بليغة". وأظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ويعتقد أنه للاشتباكات قوات الأمن وهي تطلق الغاز المسيل للدموع. واندلعت الاحتجاجات بمدينة جرادة بعد مقتل شقيقين كانا يعملان في منجم عشوائي لاستخراج الفحم الحجري الذي كان النشاط الاقتصادي الأساسي بالمدينة لعقود. كما توفي ثالث في منجم أيضاً بسبب الظروف السيئة التي يعملون فيها. واضطرت الدولة إلى إغلاق آبار الفحم بعد إعلان نضوبها في عام 1998 ووعدت السكان ببدائل اقتصادية. وتراقب الحكومات الغربية عن كثب الاستقرار السياسي والاجتماعي في المغرب، كما أنه شريك مهم في مواجهة المتشددين فيما يتعلق بتبادل المعلومات، وفق رويترز. وتفادت المملكة الانتفاضات التي شهدتها تونس ومصر وليبيا ودول عربية أخرى، لكن بعض مناطق الريف (شمال) تشهد احتجاجات منذ 2016 بسبب الفقر والبطالة.