فاروق قسنطيني بلغ عدد التائبين منذ إعلان ميثاق السلم والمصالحة الوطنية أزيد من تسعة آلاف تائب، توافدوا نحو المراكز الأمنية على مراحل، وهو عدد يمثل النسبة الساحقة من العدد الإجمالي للإرهابيين الذين التحقوا بالجماعات الإرهابية. هؤلاء الإرهابيين معضمهم نزلوا من الجبل مرفوقين بأسلحتهم، والبعض منهم هرّب معه أكثر من قطعة سلاح واحدة، ما ساهم في تفقير الجماعات الإرهابية من المادة الرمادية. * وحسبما كشفه الحقوقي ورئيس اللجنة الوطنية الإستشارية لحقوق الإنسان فاروق قسنطيني، فقد نجح برنامج المصالحة الوطنية وميثاق الوئام المدني الذي جاء به رئيس الجمهورية بنسبة 95 بالمئة. حيث تعرف مختلف مناطق الوطن عودة سريعة للأمن، كانت مفقودة طيلة سنوات مضت. وأضاف المتحدث أن الجزائر سعت منذ البداية إلى مدّ يد العون لأبنائها المغرر بهم، من خلال تشريع قوانين تكفل حمايتهم، وتضمن لهم عودة وإندماجا وسط المجتمع. * ولم ينف رئيس اللجنة الوطنية الإستشارية لحقوق الإنسان بالجزائر فرضية وجود أطراف أجنبية خفية سعت إلى إغراق الجزائر في دوامة الدماء والفتنة الداخلية، ولم تتردد في ضخّ الأسلحة لهذه الجماعات الإرهابية من أجل تقتيل الأبرياء من أبناء الوطن. * وعن ملف التعويضات الخاصة بضحايا الإرهاب من المفقودين خلال العشرية السوداء، فقد كشف المتحدث أن 95 بالمئة من العائلات المعنية إستلمت تعويضاتها، ولم يبق إلى نسبة 5 بالمئة فقط بسبب رفضهم إستلام هذه التعويضات، مشيرا إلى أن الدولة لا يمكنها إجبارهم على قبول أو رفض هذه التعويضات، مفندا في سياق حديثه ما يروّج عن إقصاءات لملفات المفقودين. * وتعتبر فترة السنتين الأخيرتين هي أكثر السنوات توبة للعناصر الإرهابية، بسبب إقتناعهم بعدم جدوى وشرعية عمل النشاط المسلح، فضلا عن إستمرار عروض الحكومة لتطليق العمل المسلح، والإندماج مجددا وسط المجتمع.