الدولة تواصل مد يدها للمسلحين في الجبال استفاد العديد من الإرهابيين المتابعين في قضايا ذات صلة بالإرهاب منها التفجيرات الانتحارية الذين سلموا أنفسهم لاحقا لمصالح الأمن، من البراءة وظروف التخفيف بعد محاكمتهم منها الحبس مع وقف التنفيذ، آخرهم الإرهابي (م.خ) الذي تمت تبرئته السبت من طرف محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر. * * الأستاذ قسنطيني: إسقاط المتابعات ضد التائبين حل ناجع في مكافحة الإرهاب * وقال الأستاذ فاروق قسنطيني، محام ورئيس اللجنة الاستشارية لترقية حقوق الإنسان ل"الشروق اليومي"، إن هذه الإجراءات كفيلة باستئصال الإرهاب على خلفية أن هؤلاء الشباب هم مغرر بهم واقعيا وضحايا. * واللافت، أن أغلب هؤلاء، تم إيداعهم الحبس بعد تسليم أنفسهم بعد أن وردت أسماؤهم في التحقيقات الأمنية في الاعتداءات الانتحارية التي هزت العاصمة وبومرداس، وهم من فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 21 عاما و28 عاما حسب المعطيات المتوفرة لدى "الشروق اليومي"، كانوا ينشطون في شبكات دعم وإسناد الخلايا الانتحارية، واضطروا للالتحاق بالجبل بعد فتح تحقيقات، وهو ما استغلته أيضا قيادة التنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية للدعوة و القتال" في ظل عجزها عن تجنيد ارهابيين في صفوفها من خلال ترهيب هؤلاء الشباب من "عقاب" مصالح الأمن ليلتحقوا بالنشاط المسلح في الجبال، ولم يستمر تواجدهم هناك أكثر من 6 أشهر ليقرروا الفرار وتسليم أنفسهم، واعترفوا أنهم واجهوا صعوبات وجازفوا بعد "أن صدمهم واقع الجبل" حسب اعترافاتهم، مؤكدين أنهم كانوا مجبرين على الصعود الى الجبل، وأثبتت التحريات أنهم انخرطوا في شبكات الدعم تحت ضغط الإغراءات المالية، وآخرين تم تجنيدهم تحت غطاء المقاومة العراقية، حيث التحق أغلبهم ب"معسكر الغرباء" نهاية عام 2006. * وكانت مختلف أجهزة الأمن، قد تلقت تعليمات للتعامل ب"مرونة" مع الإرهابيين الذين يسلمون أنفسهم، وأثمرت تحقيق نتائج إيجابية، حيث يتجاوز عدد الإرهابيين الذين سلموا أنفسهم خلال السنة الماضية وشهري جانفي وفيفري الماضيين، أكثر من 35 إرهابيا أغلبهم كانوا ينشطون في المعاقل الرئيسية للتنظيم الإرهابي المسمى "الجماعة السلفية" إضافة الى "جماعة حماة الدعوة السلفية" بشكل أقل بعد تجديد رئيس الجمهورية في خطاباته العمل بميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وركز في خطاباته على المجندين الجدد الذين فر أغلبهم بعد تجنيدهم كانتحاريين، وقد يكون أبرز هؤلاء، بن تواتي المكنى أمين أبو تميم، أمير كتيبة الأنصار. * وأشار الأستاذ فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان الذي اتصلت به "الشروق اليومي"، إلى أنه يدعم كل الإجراءات التي تهدف الى تحقيق السلم والأمن والمصالحة الوطنية، مؤكدا أن ذلك يشجع الإرهابيين الراغبين في تسليم أنفسهم وكانوا مترددين، وأضاف الأستاذ قسنطيني "هناك عدد كبير من المسلحين يريدون النزول وكانوا يتخوفون من المتابعات القضائية والأحكام بالإعدام"، موضحا أن الإجراءات تخص الأشخاص غير المتورطين في القضايا التي يستثنيها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، كما أن العدالة برأت وأصدرت أحكاما في حق أشخاص متابعين بالانتماء الى جماعة إرهابية، لكن لم يتورطوا في جرائم والتحق أغلبهم بالجماعات الإرهابية تحت الضغط والإكراه والترهيب "هؤلاء الشباب يعتبرون ضحايا وتم التغرير بهم". * وذهب الأستاذ قسنطيني الى أبعد من ذلك عندما اعتبر السياسة المنتهجة "مثمرة جدا وهي الحل الناجع لكسر شوكة الإرهاب وإثارة اللاإستقرار في صفوف التنظيم الإرهابي".