تعرف مختلف الطرقات الوطنية هذه الأيام حالة تشديد أمني غير مسبوق، خاصة على مستوى الطرقات التي تربط كل من العاصمة بالمدن الوسطى الشرقية، والتي تعرف تضييقا أمنيا ملحوظا، من خلال التفتيش الدقيق لكل السيارات الوافدة من وإلى هذه المناطق، فضلا عن التدقيق في هوية المسافرين ومستعملي هذه الطرقات. ويأتي هذا تزامنا مع إقتراب شهر رمضان، حيث طال التشديد الأمني حتى محطات القطارات، والأماكن العمومية، وهي إجراءات تأتي لحفظ سلامة المواطنين بعد تخصيص آلاف من عناصر الشرطة الإضافيين خلال هذه الفترة. * من جهة أخرى أصبح المسافرون على مستوى العديد من الطرقات الوطنية عرضة لمختلف الإعتداءات نتيجة غياب الأمن من جهة، واضطرارهم إلى التوقف من جهة أخرى وسط عصابات تحترف السطو، ومستعدة لإرتكاب أبشع الجرائم في سبيل سرقة ممتلكات المسافرين. * الآلاف من مستعملي هذه الطرقات، على غرار الطريق السريع المؤدي للعاصمة، وبالضبط في الرغاية، أصبحوا يرون في هذا المسلك جحيما حتى قبل بلوغه. فطوابير السيارات تمتد على طول عدة كيلومترات نتيجة الحاجز الأمني، حيث يتعرض هؤلاء لإعتداءات مختلفة ينفذها بعض الأشخاص الذين يحترفون السرقة والاحتيال بأساليب مختلفة. والغريب في الأمر أن معظم هؤلاء هم عبارة عن أطفال وقصّر، يقطنون في مناطق قريبة من الطريق، حيث يترصّدون السيارات غير المكيّفة، والتي يضطر أصحابها لفتح النوافذ، ليصبحوا ضحية سهلة. وتساعد طبيعة المنطقة الوعرة، ومعرفة شبكات السرقة بكل شعابها على التحرك السريع والاختباء، عكس الضحايا الذين يتوهون في حال ملاحقتهم لهم، وكثيرا ما يتعرضون لإعتداءات جسدية من طرف أعضاء الشبكة الذين يضمنون أمن السارق من مطارديه. * وقد أودع عشرات الضحايا شكاوى بعدما تعرضت هواتفهم النقالة، ومجوهرات مرافيقيهم للسرقة، ورغم الإجراء الأخير الذي سعت إليه المصالح الأمنية، من خلال نشر عناصر على مستوى الطريق، إلا أن ذلك قلّل من حالات السرقة، دون أن ينهيها، بسبب تزايد طول طوابير السيارات، وترصّد هذه العصابات للنقاط التي تغيب فيها عناصر الأمن. * وأكثر الضحايا هم من المغتربين الذي جاؤوا لقضاء العطلة في الجزائر، حيث تكون حقائبهم، وممتلكاتهم أكثر سهولة للسرقة، خاصة وأنهم لا يشكون في إمكانية تعرضهم لذلك، على أساس قربهم من حاجز الأمن