شهدت خطوط السكك الحديدية الرابطة بين العاصمة وعدد من الولايات المجاورة، تشديد الإجراءات الأمنية على مدار الأسبوع الأخير، وتكثيف نقاط المراقبة والتفتيش لركاب القطارات، والتي استهدفت على غير العادة النساء من المسافرين اللواتي تم إخضاعهن في العديد من المرات لإجراءات التعريف، والتأكد من وثائق الهوية مع التفتيش الدقيق لأمتعتهن. وعلمت "النهار" من مصادر مطلعة؛ أن مصالح الأمن وفي مقدمتها قوات الدرك الوطني قد كثّفت خلال اليومين الأخيرين من حملات التفتيش وعمليات المداهمة للقطارات، مسّت خلالها معظم الخطوط الرابطة بين ولاية الجزائر العاصمة ونظيراتها المجاورة، مع التركيز على تلك القادمة من ولايتي العفرون والثنية، وذلك على خلفية ورود معلومات دقيقة تفيد محاولة اختراق عناصر التنظيم المسلح للخناق المفروض على تحركاته من قبل مصالح مكافحة الإرهاب، قصد التسلل إلى العاصمة؛ أين تم تصعيد حالة الطوارئ منذ مدة بعد ورود رسائل تهديدية بمحاولة تنفيذ عملية إرهابية استعراضية تستهدف المقرات الرسمية. ولاحظ أمس مستعملي القطارات؛ تكثيف عمليات المراقبة لوثائقهم مع إخضاع الأمتعة المشتبه فيها للتفتيش، غير أن اللافت للانتباه كون الشكوك والشبهات كانت تحوم هذه المرة حول النساء بشكل خاص، حيث تم استجواب عدد هام من المسافرات في مختلف الشرائح العمرية، مع التأكد في كل مرة من وثائق الهوية وبطاقات التعريف على مستوى محطات النقل، في حين أكدت مصادرنا؛ أنه تم تبنّي هذه الإجراءات الاحترازية، في ظل استنجاد أتباع "دروكدال" بالعنصر النسوي، في محاولة لتضليل يقظة عناصر الأمن وإبعاد الشبهات عن تحركاته، كما تشير بعض التقارير الأمنية إلى أن التنظيم المسلح، بات يعتمد على النساء لتبادل المعلومات بين مختلف كتائبه وعناصره النشطة، بالموازاة مع الخسائر البشرية التي تلقاها ضمن صفوفه خلال العمليات النوعية التي تشنّها قوات مكافحة الإرهاب على معاقل التنظيم. وليست المرة الأولى التي تقع فيها المرأة محل اشتباه عناصر الأمن بحيث سبق وأن خاضت مصالح الشرطة القضائية لأمن العاصمة حملات نوعية مماثلة مطلع شهر سبتمبر المنصرم، استهدفت من خلالها محطات نقل المسافرين بساحة الشهداء وأول ماي، وتم التركيز فيها على تفتيش بعض المحافظ اليدوية لعدد من الفتيات، مع إعطاء أهمية بالغة لمراقبة الوثائق والمنشورات مع المخططات المكتوبة، وهو ما فسرته ذات المصادر بأسلوب الاتصال الجديد الذي تبناه تنظيم درودكال، بعد تعرض خليته الإعلامية للاختراق والإطاحة بأبرز عناصرها، مما عرقل تبادل المعلومات بين خلاياه النشطة وفصائل الدعم والإسناد، بعد تضييق الحصار على تحركاتها، الأمر الذي دفعه إلى الاستعانة بخدمات بعض النساء اللواتي أوكلت إليهن مهمة تسريب المعلومات، وضمان إيصالها بين مختلف الكتائب الإرهابية. لجوء التنظيم المسلّح للتنقل عبر القطارات تفاديا لنقاط المراقبة الأمنية وتتزامن حملات تفتيش القطارات، مع تصعيد التخوفات من لجوء الجماعات الإرهابية المسلحة، إلى استعمال وسائل النقل عبر السكك الحديدية، لتفادي نقاط المراقبة الأمنية والتفتيش المنصّبة على طول الطرقات الوطنية والمسالك المشتبه فيها، نظرا إلى سهولة التسلل والتخفّي وسط المسافرين، فضلا عن التهرّب من الوسائل الحديثة التي زوّدت بها قوات الأمن، لاسيما أجهزة الكشف عن القنابل والمواد المتفجرة على غرار "الفنك"، وهو ما تصدت له قيادة الدرك الوطني، من خلال إعادة تفعيل فرق تأمين القطارات وضمان سلامة المسافرين عبر السكك الحديدية التابعة، والتي تتولى ضمان أمن المسافرين عبر السكك الحديدية وسلامة ممتلكاتهم مع تأمين ممرات القطارات، وقمع الاعتداءات أو التهديدات التي يمكن أن تواجهها أو تعرقل مسارها، مع استعدادها التام للتدخل الفوري عند وقوع أي حادثة، بعدما كانت الفصائل الخاصة للتدخل تشرف على نفس المهمة.