صورة الشروق مغارة طولها 1000 متر اتخذها الإرهابيون مقرا لإدارة عملياتهم الإجرامية حين قضت قوات الجيش الوطني الشعبي على أبوعمير مصطفى أمير المنطقة السادسة للتنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال برفقة الضابط الشرعي لذات المنطقة أسد أبو البراء مع أربعة إرهابيين آخرين من القيادات الإرهابية ذات التكوين الأفغاني، في عملية جبال سدات بولاية جيجل، أصدرت قيادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال يومها بيانا اعترفت فيه بخسائرها داخل المغارة التي فُرض عليها حصار عسكري استمر لأزيد من 60 يوما، توعدت برد مزلزل انتقاما للقياديين الذين قضى عليهم في المواجهة العسكرية التي حسمها الجيش لصالحه وأنهاها بتدمير المغارة التي تعد من أهم المراكز والملاجئ الأرضية بجبال ولاية جيجل، حيث يقدر طولها بحوالي 1000م، * كما تمكن أفراد الجيش الوطني الشعبي بعد تدميرهم بواسطة المتفجرات لهذه المغارة المحصنة بأسوار وجدارات دفاعية من الإسمنت المسلح، من تدمير أزيد من 200 لغم من مختلف الأنواع والأحجام بعضها ألغام مضادة للأفراد وبعضها الآخر مضاد للأرتال العسكرية، إضافة إلى استرجاع 40 قذيفة مدفعية من نوع الهبهاب الذي اختفى من يومها ولم يظهر له أي أثر في جميع العمليات والاعتداءات الإرهابية التي شهدتها ولاية جيجل في السنوات الأخيرة، وفوق هذا نجحت قوات الجيش في تدمير 30 ملجأ هي في الأصل عبارة عن قرية صغيرة شيدها الإرهابيون بمادة الخشب الصلب داخل غابة كثيفة لا يمكن اكتشافها من الجو، لا تبعد سوى ب300 م عن مغارة سدات.. اليوم وبعد مرور 4 سنوات كاملة على تحرير جبال سدات المطلة على بلديات برج الطهر، الشقفة، القنار، والجمعة بني حبيبي الواقعة شرق وجنوب شرق ولاية جيجل، وتحرير سكانها من سطوة الإرهابيين وبطشهم.. ارتأينا زيارة هذه المنطقة دون تحديد موعد مسبق مع أي جهة حتى يتسنى لنا الوقوف على حقيقة الوضع بعيدا عن الترتيبات والاستعدادات التي تسبق مثل هذه الخرجات، وقبلها كان لنا حديث آخر مع نازحين أردنا اختبار مدى قابليتهم للعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم بالمشاتي القريبة بجبال سدات بعد أن استرجعتها قوات الجيش وبسطت سيطرتها عليها، وفي هذا الإطار عادت شهادات الشباب الذين التقيانهم إلى أيام المحشوشات والسواطير والمداهمات الإرهابية المسلحة لبيوت السكان العزل من أجل ابتزازهم وسلب قوتهم وحليب أطفالهم، كما اشتد الخناق على أفراد هذه الجماعات وتوالت الضربات العسكرية عليها، كما تحدثوا عن النزوح الجماعي هروبا من همجية الإرهابيين، وكيف اكتشفوا حلاوة العيش بعيدا عن هؤلاء المتجردين من كل القيم الإنسانية، وهذا قبل أن تقرر العديد من العائلات النازحة العودة إلى الديار ومباشرة أنشطتها الفلاحية وتربية الحيوانات، باعتبار هذا النشاط من أهم موارد الرزق التي اعتمدها سكان المشاتي والمناطق النائية منذ زمن بعيد، كما شجعهم أيضا اهتمام الدولة بتنمية الفضاء الريفي وتخصيصها لأغلفة مالية هامة على العودة وبناء مسكان ريفية جديدة، خاصة بعد الشروع في إنجاز الشطر الأول من مشروع إعادة تأهيل وتعبيد الطريق الولائي رقم 135 أ في شقه الرابط بين بلدية الشقفة ومنطقة العجاردة على مسافة 7 كلم، وهي الأشغال التي تشرف عليها إحدى المقاولات الضخمة بالولاية، وهذا في انتظار بعث الشطر الثاني بين منطقة العجاردة بالشقفة ومنطقة بوديال ببرج الطهر مرورا على منطقة سدات وهو ما يراهن عليه سكان هذه المشاتي لفك العزلة عنهم والمساهمة في عودة كافة النازحين إلى ديارهم المهجورة بعد أن لمسنا تمسك هؤلاء بحق العودة، بدليل أننا وجدنا بعض العائلات في طريقها إلى حقولها ومزارعها المتواجد بديارها الأصلية.. ولأن النازحين على علم بالصعوبات التي واجهتها السلطات الولائية فيما يخص التكفل بجميع متطلبات العودة من شق الطرق وترميم المؤسسات والمساكن المخربة تماما بفعل العمليات الإرهابية، استوقفتنا مجموعة من العائلات المقيمة بمنطقة الدريدرة الذين استفادوا مؤخرا من مشروع لتزويدهم بالمياه الصالحة للشرب، من أجل رفع الانشغال لوالي الولاية طالبين منه التدخل المباشر من أجل إعادة النظر في مخطط مسح الأراضي المنجز خلال سنة 1993، حتى يتسنى له تحديد أراضي العرش وتوزيعها وتمكين أصحابها من الحصول على شهادات الحيازة المشروطة في ملفات الحصول على إعانات السكن الريفي الذي استفادت منه الولاية في البرنامج الخماسي الممتد إلى غاية 2014 من 7000 وحدة سكنية، وقد بررت هذه العائلات مطلبها هذا بإلغاء السلطات لمشاريع البناء الريفي المجمع بالمنطقة الذي كان من المقرر أن تستفيد منه 80 عائلة، وهو ما يؤكد رغبة النازحين في العودة إلى قراهم وديارهم، والتطلع إلى مستقبل أفضل هدفه تحسين أوضاعهم المزرية وظروفهم المعيشية القاسية التي فرضت عليهم فرضا في سنوات الجحيم التي مرت بها الولاية بصفة عامة وجبال سدات بصفة خاصة