الخليفة العام العاشر للطريقة التجانية انتقل أول أمس الخليفة العام للطريقة التجانية بعين ماضي شمال غرب الأغواط إلى جوار ربه بعد مرض عضال ألزمه الفراش حوالي 4 أشهر بمستشفى عين النعجة بالعاصمة تاركا خلفا إرثا كبيرا من الكتب والمخطوطات القيّمة والآثار النيّرة. سيدي أمحمد بن سيدي محمود بن سيدي البشير التجاني يعد عاشر خليفة للطريقة التجانية بعد سيدي عبد الجبار، بايعته الأسرة التجانية وأتباع ومريدي الطريقة في الثاني من ذي القعدة 1427 للهجرة الموافق للثالث من يناير 2006 للميلاد لينصب خليفة عاما للطريقة التجانية التي لها من الأتباع ما يزيد عن 500 مليون عبر العالم. ولد في 22 ديسمبر 1933 للميلاد بعين ماضي، وترعرع بين أفراد عائلة شريفة، حفظ القرآن الكريم برواية ورش عن نافع في سن مبكرة بمقر الزاوية التجانية على يد الشيخين سوحباني الحاج محمد والحاج جيلالي بن الطيب الجوادي رحمهما الله. وفي سنة 1945 التحق بحلق العلم والذكر بعين ماضي، وتعلّم فيها الفقه والحديث والتفسير والسيرة النبوية وعلوم اللغة على يد الشيخ العلامة أحمد العناية دهصي خريج جامعة الزيتونة أنذاك. قبل أن يلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني في أوائل 1956، وفي العام (1397ه 1976م) حج إلى بيت الله الحرام، وكان رحمة الله عليه يمتلك مكتبة تعد من كبريات المكتبات التي تضم أمهات الكتب في شتى علوم الدين. وكان لا يجامل ولا يحاب ولا يهادن أحدا إلى أن أصيب بمرض عضال ألزمه الفراش عدة سنوات قبل أن يشتد عليه الأمر في السنوات الأخيرة، وهو ما تطلب علاجه في عدة مصحات وعيادات متخصّصة عبر التراب الوطني آخرها المؤسسة العمومية للصحة الجوارية أحميدة بن عجيلة بالأغواط التي لم مكث فيها طويلا قبل نقله - بأوامر فوقية - إلى المستشفى العسكري عين النعجة بالعاصمة، أين أحيط بعناية طبية خاصة، ومع ذلك ظلت حالته الصحية غير مستقرة إلى أن توفى، ليوارى الثرى يوم أمس بمسقط رأسه في جو جنائزي مهيب بجوار مسجد سيدي محمد الحبيب التجاني المدفون فيه والده وجده رحمة الله عليهما بحضور وفود رسمية مدنية وعسكرية، أجنبية ووطنية، توافدت على مقر الخلافة مذ إعلان الوفاة.