عندما تقول زعيمة حزب العمال لويزة حنون إن بعض القيادات في الأرندي والأفلان، تؤيد مطلبها بحل البرلمان والتوجه لانتخابات مبكرة، فإننا نكون حينها بصدد فرضيتين لا ثالث لهما، إمّا أن السيدة حنون، غلبها الصيام، فلم تعد تفرق بين المشاركين في السلطة والمتكلمين من خارج عرينها، أو أن من تحدثت معهم، قيادات من حزبي الحكومة فعلا، لكن دوخهم البوراك فلم يفرقوا بين المعارضة والموالاة؟! لويزة حنون تقول إن المؤسسات المنتخبة، التي هي جزء منها بالمناسبة، "مؤسسات بالية وفاقدة الشرعية"، وربما أيضا قاصرة عن ممارسة السياسة والتشريع، وعاجزة في مسألة الدفاع عن مصالح الوطن والمواطنين "...واش من مرقة حرقت شواربك يا حنون؟!". كلام مشابه، سمعناه قبل أيام من رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور، حين قال إن الأزمة ساهمت في اختلال مفاصل الدولة، وأهمها العدالة والتسيير الراشد، وأدت إلى ضياع الضمير ومصداقية المؤسسات. وهنا، لابد أن السيد بن بيتور الذي كان مشرفا على تلك المفاصل في الدولة قبل فصله منها، يصنف حنون ضمن تكوين تلك المؤسسات التي راحت مصداقيتها، وهو أيضا يتهم الأحزاب، وبينها حزب العمال طبعا، بأنها ليس فقط غير راغبة في التغيير، بل هي غير قادرة على إحداثه من الأصل؟! وإذا صدقنا السيدة لويزة حنون التي تحظى بشعبية معقولة في الشارع الجزائري، لأنها امرأة استعراض سياسي من الطراز الرفيع، فكيف سيكون مصير تلك القيادات الأفلانية التي أيدت مطلبها بحل البرلمان، خصوصا عندما يقول الحاج عبد العزيز بلخادم، وهو يعظ سامعيه في ليالي رمضان أن... السياسة أخلاق وليست نفاق؟! ثم أليس غريبا أن يموت رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي سابقا، محمد الصالح منتوري، والموت علينا حق، بسكتة قلبية في زمن التقارير المضللة والإحصائيات الكاذبة والتصريحات المنافقة، التي تروجها أوساط في الحكومة وكان المرحوم يقف لها بالمرصاد، ويواجهها بالحقيقة اللاذعة؟! كنا نعتقد أن رمضان، شهرٌ تصفد فيه الشياطين، لكن مثل هذه التصريحات الشيطانية، ولو ارتدت ثوب الناصح الأمين، تجعلنا نعتقد أن المواطنين الصائمين، عليهم أن يخافوا على عباداتهم من الإفساد لو طالعوا جريدة أو شاهدوا الأخبار، بالصدفة، آملين جميعا، في يوم، يصفد فيه بعض السياسيين أيضا، ويطلق سراح الصادقين منهم فقط؟!