دخلت 19 عائلة بعنابة، في دوامة وحيرة من أمرها، منذ ثلاثة أيام، اثر الاختفاء الغامض والمحير، ل 19 شابا تتراوح أعمارهم ما بين ال19 و34 عاما، بعرض مياه البحر المتوسط، بعد أن أنطلقوا ليلة الأحد إلى الاثنين من شاطئ وادي بقرات بسرايدي بعنابة، على متن قارب صيد من الحجم الصغير، مزود بمحرك واحد، قاصدين جزيرة سردينيا الايطالية، في رحلة "حرقة" تعد الخامسة عشر خلال هذا الشهر الفضيل، بعد العودة القوية لجحافل وقوافل المهاجرين غير الشرعيين، من سواحل شرق البلاد باتجاه ايطاليا... وبحسب مصادر من محيط عائلة بعض المفقودين للشروق، فإن المعنيين، خرجوا ليلة الأحد باتجاه سردينيا، ومنذ تلك الليلة، لا أثر لهم في الواقع، فلا اتصالات هاتفية منهم أو من أحدهم، تطمئن العائلات بوصولهم بر الأمان، ولا هم وقعوا في أيدي وحدات خفر السواحل. وحبذّا لو تمّ ذلك على حد تعبير مصدر "الشروق"، الذي قال بأن المعنيين، ينحدر غالبيتهم من حي الصفصاف غربي وسط المدينة، إلى جانب آخرين من جبانة اليهود والمدينة القديمة وبوخضرة، وقاموا بترصد حركة البحر للقيام برحلة حرقة هادئة، خاصة بعد الذي حدث مؤخرا لقافلة مكونة من 24 حراقا بعنابة، عندما غمرت الأمواج قاربهم على بعد نحو 20 ميلا بحريا، وأخذت روح أحدهم في حين لازال آخر في عداد المفقودين، ولولا تدخل باخرة نقل بترول أنقذتهم لكان البحر قد ابتلعهم، وعلمت "الشروق"، بأن وحدات البحرية الوطنية، قد باشرت عمليات بحث مكثفة وتحريات موسعة في عرض المياه البحرية الإقليمية، بحثا عن "الحراقة" ال19 المفقودين بعد بلاغ من عائلاتهم، إلا أن نتيجة البحث سلبية لحد الساعة، مما أحدث طوارئ بين أفراد عائلاتهم، التي كانت تستعد لاستقبال عيد الفطر المبارك، فإذا بها تترقب سماع "خبر يفرّح" عن مصير أبنائها، ومن جانب آخر، حاولت الشروق، استطلاع الصحف ووسائل الإعلام الإيطالية، عساها تعثر على معلومة تخص المعنيين ما إذا كانوا قد بلغوا التراب الايطالي أم لا، لكننا لم نعثر على أي خبر يتعلق بوصول قارب "حراقة" يحمل 19 مهاجرا غير شرعي من الجزائر، في وسائل الإعلام التي عودتنا على نقل أخبار الحراقة واحدا بواحد، وتعتبر هذه الحادثة المأساوية الثالثة بعرض المياه البحرية على مستوى السواحل الشرقيةبعنابة منذ نحو عام تقريبا، بعد أن لقي منذ أسبوع على الأقل، مهاجر غير شرعي حتفه، وظل شاب آخر في عداد المفقودين إثر إنقلاب القارب الذي كان على متنه 24 "حراقا" في عرض المياه الإقليمية الجزائرية، بصدد القيام برحلة بإتجاه جزيرة سردينيا الإيطالية، وكانت مصادر "الشروق"، قد كشفت بأن الشبان كانوا قد إنطلقوا مباشرة بعد آذان الإفطار من شاطئ سيدي سالم بولاية عنابة، لكن الرحلة البحرية أخذت منعرجا مأساويا إثر تعرض القارب الذي كانوا على متنه لعطب، وهذا على بعد نحو 20 ميلا بحريا إلى الشمال من رأس الحمراء، وهو ما دفع ب"الحراقة" إلى طلب النجدة تحت جنح الظلام الدامس من باخرة جزائرية كانت محملة بالبترول، ليكون تدخل السفينة كافيا لإنقاذ عدد معتبر من المهاجرين غير الشرعيين، لأن الزورق إنقلب بعد ما ارتطم بالأمواج والصخور، وقد كانت عواقب ذلك وفاة شاب من بلدية البوني، كان ضمن هذا الفوج من "الحراقة" مع تسجيل فقدان شاب آخر ينحدر من حي الصفصاف بمدينة عنابة، لازال البحث جاريا بشأنه الى اليوم، في الوقت الذي تم فيه إنقاذ 22 شابا آخر.