3 قصر و 8 جامعيين ضمن فوج من 18حراقا وصل إلى جزيرة سردينيا الإيطالية كشفت مصادر متتبعة لشؤون ظاهرة " الحراقة " بولاية عنابة أمس للنصر أن 18 مهاجرا غير شرعي نجحوا في القيام بمغامرة بحرية على متن قارب صيد تقليدي الصنع و حط الرحال بجزيرة سردينيا الإيطالية، و هي الرحلة التي كان شاطئ البطاح ببلدية الشط الواقعة إلى أقصى الغرب من إقليم ولاية الطارف نقطة إنطلاقتها، و هذا لحظات فقط قبيل آذان الإفطار ليوم أول أمس الإثنين، و هو التوقيت الذي خطط له قائد الرحلة لبداية المغامرة تزامنا مع إنشغال وحدات حراس السواحل التابعة للمجموعة الإقليميةبعنابة بتناول وجبة الإفطار.و إستنادا إلى نفس المصادر فإن هذا الفوج من " الحراقة " يضم ثمانية جامعيين أغلبهم من بلديتي البوني و سيدي عمار بولاية عنابة، تتراوح أعمارهم ما بين 20 و 23 سنة، كانوا يزاولون تعليمهم العالي بجامعة باجي مختار بعنابة، و خططوا لرحلة بحرية على متن قوارب الموت في نهاية السنة الجامعية المنقضية، هذا بالإضافة إلى 3 قصر ينحدرون من أحياء مدينة عنابة ، واحد منهم يقيم بحي بوزراد حسين، لا يتجاوز عمره 17 سنة، فشل في الحصول على شهادة التعليم المتوسط في نهاية العام الدراسي الفارط، كما يضم الفوج سبعة شبان آخرين تترواح أعمارهم ما بين 25 و 32 سنة، قدموا من ولايات تبسة، أم البواقي، سكيكدة، و قد دفع كل واحد من هؤلاء الحراقة مبلغ 7 ملايين سنتيم لأحد الوسطاء الذي حدد لهم موعد إنطلاق المغامرة على متن قارب صيد تقليدي الصنع، مزود بمحرك ميكانيكي من نوع " سوزيكي " بقوة 40 حصان بخاري، و قد دامت الرحلة البحرية نحو 15 ساعة، على إعتبار أن بعض الحراقة إتصلوا بعائلاتهم المقيمة بعنابة في حدود الساعة العاشرة من صبيحة أمس الثلاثاء لطمأنتهم على أحولهم و تأكيد خبر الوصول بسلامة إلى جزيرة سردينيا الإيطالية. و حسب المصادر ذاتها فإن هذه المغامرة تم التخطيط لها من طرف مجموعة " الحراقة " التي إقتنت الذخيرة من مواد غذائية لتناول وجبتي الإفطار و الإمساك في عرض البحر أثناء الرحلة، كما تم تزويد القارب بدلاء من البنزين تحسبا لأي طارئ.هذه الرحلة تعد الرابعة من نوعها التي تسجل على مستوى الشريط الساحلي الممتد بين ولايتي الطارف و عنابة منذ حلول شهر رمضان المعظم، حيث تمكنت فرق الدرك الوطني من إحباط مغامرة قبل إنطلاقتها عندما كان 25 شابا يتأهبون لإمتطاء قارب صيد تقليدي الصنع بشاطئ سيدي سالم، في حين تتداول أطراف مطلعة على شؤون الظاهرة أخبارا مفادها نجاح ثلاثة أفوج من " الحراقة " في الوصول إلى جزيرة سردينيا، بينما تمكنت السلطات الأمنية التونسية الأسبوع الجاري من توقيف ثلاثة قوارب كان على متنها 60 حراقا ينحدرون من الجزائر، تونس و ليبيا، كانوا قد أبحروا في مغامرة للهجرة غير الشرعية من شاطئ بلدة"طبلبة" من محافظة المهدية التونسية بإتجاه جزيرة "لامبادوزا" الإيطالية، و هي الجزيرة التي أصبح " الحراقة " الجزائريون يقصدونها في رحلاتهم التي تنطلق من سواحل تونس، بإعتبارها أقرب النقاط إلى الشواطئ التونسية،حيث لا تبعد عنها سوى بنحو 60 ميلا بحريا.