نشر الموقع صورا تدين الطرف المصري بعد تعرضه لحافلة المنتخب الوطني لا تترك إسرائيل فرصة لسرقة تاريخنا إلا واقتنصتها، لا تترك إسرائيل فرصة للسطو على ثقافتنا إلا وفعلتها، تسيطر على وجودنا وتحاول طمس هويتنا، وإغراء شبابنا بمناصب عمل في شركات فخمة بمرتبات فلكية، وتقديم منحات خيالية لذوي العلم للدراسة في الخارج. المتصفح للموقع الالكتروني الإسرائيلي "بانيت"، الذي أسسته مجموعة من عرب 48، يستغرب من كمية الإعلانات الهائلة التي غزته، فهو الموقع الأكثر مشاهدة في العالم العربي، ويطالعه أكثر من مليون زائر يوميا، نظرا لمواكبته الأحداث السياسية والثقافية والاقتصادية اليومية لكل الدول العربية، بما في ذلك مشاهدة مباشرة للمسلسلات والأفلام، حيث قام الموقع بسرقة أهم المسلسلات التي تعرض على مختلف القنوات الفضائية العربية في رمضان، على غرار مسلسل "ذاكرة الجسد" للمخرج السوري نجدة أنزور عن رواية الأديبة القديرة أحلام مستغانمي، وسجل المسلسل أعلى نسبة مشاهدة في الموقع وصلت إلى 47777 زائر، كما أشاد الموقع في مقال نشر على صفحته الفنية بأهمية هذا المسلسل من الناحية الفنية والتمثيلية، والحبكة الدرامية العالية، واعتبر الموقع "ذاكرة الجسد" طفرة في تاريخ الدراما العربية، منوّها بالحضور الجزائري المتميز المتمثل خاصة في نجمة ستار أكاديمي أمال بوشوشة. كما عرض الموقع مجموعة من الصور النادرة لاستفتاء الجزائر الخاص بالاستقلال عن فرنسا التقطتها عدسة الفوتوغرافي "لوميس دين" مطلع الستينيات من القرن الماضي، وبالضبط أثناء الإعلان عن نتائج استفتاء الثالث جويلية من عام 1962 بالإدلاء بكلمة "نعم" من قبل 5,975,581 جزائري من أصل 5,992,115 مُشارك في الاستفتاء، ليعتبر يوم الاثنين الخامس جويلية من نفس السنة التاريخ الرسمي لاسترجاع الجزائر استقلالها بعد احتلال دام 132 عام. وأشاد المقال بنضال الشعب الجزائري في وجه الاستعمار الغشيم، مبرزا شهامة الأمير عبد القادر المناهض للاستعمار والرئيس الراحل هواري بومدين الذي قال عن فلسطين أمام المجتمع الدولي:"فلسطين هي الإسمنت المُوحد والديناميت المُفجر..أنا مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، ظل الشعب الجزائري لغاية اليوم محافظا على هويته الأصيلة وتاريخه الإسلامي والعربي المشترك التي أرادت باريس محوها بهدف تفتيت نظام القبيلة في الجزائر وتحويلها إلى مستعمرة فرنسية يقطنها الفرنسيون، فحملوا شعار: "الإسلام ديننا، والعربية لغتنا والجزائر وطننا". كما نقل ذات الموقع، تصريحا للعقيد الفرنسي مونتانياك حول جرائم فرنسا في الجزائر، وتمتع الجنود الفرنسيين بصراخ وأنين الجزائريين نساء وأطفالا وشيوخا. وحسب الموقع نفسه، يروي النقيب لافاي حول الجرائم في الجزائر قائلا: "كان الضباط يخيّرون الفلاحين بين أن يقدموا لهم الأكل أو الإبادة، كنا نخيّم قرب القرية، يعطيهم الجنرال مهلة لإعداد الطعام أو الموت، كنا نوّجه سلاحنا نحو القرية وننتظر، ثم نراهم يتوجهون لنا ببيضهم الطازج، وخرافهم السمينة، ودجاجاتهم الجميلة، وبعسلهم الحلو جدا المذاق". ويضيف قائلا:"لقد أحرقنا قرى لقبيلة بني سنوس، لم يتراجع جنودنا أمام قتل العجزة والنساء والأطفال. إن أكثر الأعمال وحشية هو أن النساء يقتلن بعد أن يغتصبن، وكان هؤلاء العرب لا يملكون شيئا يدافعون به عن أنفسهم". اهتمام الموقع بالجزائر لم يقف عند هذا الحد وفقط، بل نشر مجموعة من الصور لمدينتي الجزائر العاصمة ووهران، ترويجا للسياحة بالجزائر، حيث راح الموقع يمدح بجمال البيضاء ووهران وبمناظرهما الخلابة والجذابة التي تستحق الزيارة، حسب الموقع نفسه، غير أن اهتمام بانيت بالأخبار المتعلقة بالجزائر لم تكن منذ انطلاقه، حيث نشر أول مقال عن الجزائر مباشرة بعد لقاء الخضر بالفراعنة بالقاهرة، إذ انفرد الموقع بنشر مجموعة من الصور تثبت إدانة الطرف المصري وتعرضه لحافلة المنتخب الوطني. ومن بين الإعلانات الوقحة التي نشرها الموقع، إعلان الجيش الإسرائيلي الذي يحمل عنوان: "إذا كانت لديك معلومات توجد لدينا النقود"، وهو عبارة عن بحث من الجيش الإسرائيلي عن المجندين المفقودين جلعاد شاليط ومجدى حلبى ويهودا كاتس وتسفى فلدمان وزكريا باومل وجاي حيفر مرفقا معهم استمارة فيها بيانات المتطوع بالبلاغ، ورسائل تشعرهم بالأمان تؤكد أنهم سيصلون لهم في أي مكان في العالم، وإعلانات أخرى بها فرص عمل بإسرائيل للشباب من جميع أنحاء العالم، وبالطبع يفهم الجميع ما هو الهدف من هذه الإعلانات التي يقف وراءها الموساد لتجنيد الشباب العربي دناءة الإسرائيليين لم تقف عند هذا الحد، بل تعدته إلى استخدام النجاح التجاري للمسلسل السوري "باب الحارة" في المطاعم الإسرائيلية، واستخدام أزياء الأبطال السورية لدى عمال هذه المطاعم، والدعاية السياحية لها عن طريق السرقة.