اتفق الحجاج الذين حلوا بمطاري السانية بوهران ومحمد بوضياف بقسنطينة على الرحلات الأولى للجوية الجزائرية على أن ظروف أدائهم لمناسك الحج كارثية؛ حيث سرد زوار بيت الله الذين التقتهم "الشروق اليومي" المعاناة التي كابدوها منذ أن وطئت أقدامهم تراب السعودية، بدءا بتأخر إقلاع الطائرة، وظروف الإقامة المزرية وصولا إلى مبيتهم في العراء أثناء تأديتهم لمناسك الحج . * * كانت الساعة تشير إلى الواحدة زوالا عندما نزلت طائرة الخطوط الجوية الجزائرية بمطار السانية الدولي، التي كانت تقل 250 حاج وسط فوضى عارمة أمام مدخل جناح الرحلات الداخلية، إلا أن الأخبار لم تكن سارة بتاتا لأحد الأشخاص الذي أبلغ بأن زوجته الحاجة في العقد الثالث من العمر قد توفيت داخل الطائرة، بعد متاعب صحية لازمتها اثناء أدائها للفريضة، وحسب ما صرّح به أحد الحجاج للشروق اليومي، فإن الضحية بدت عليها علامات الإرهاق والتعب بمجرد امتطائها الطائرة، وكان من المفروض حسبه أن تخضع للعناية الطبية في السعودية لا المجازفة بالسماح لها بالمجيء، والنتيجة وفاتها، أما باقي زوار بيت الله الذين حطّوا الرحال بمطار السانية الدولي بوهران، عبّروا عن عميق استيائهم إزاء ما وصفوه بسوء التنظيم والفوضى التي عايشوا فصولها بالبقاع المقدسة، دقاق نصر الدين، حاج ينحدر من تلمسان، روى للشروق اليومي المعاناة التي كابدها في منى، إذ ذكر في هذا الصدد أنه قضى رفقة رفاقه 16 ساعة كاملة من أجل بلوغ مزدلفة، حاج آخر من مستغانم عبر عن استيائه من تأخر إقلاع الطائرة التي تقلهم ب7 ساعات كاملة. * * حجاج ساروا 10 كلم على الأقدام وتناولوا الطعام من الصدقات * نفس الموقف والمشاعر سجلناها بمطار قسنطينة، حيث وصل الفوج الأول من حجاج الشرق الجزائري في الساعات الأولى من نهار أمس، وأقسمت حاجة تقطن بحي عين الباي بقسنطينة بأنها لم تلتق بأي منظم أو دليل منذ أن ركبت الطائرة المتجهة نحو جدة.. وتحدث الحجاج عن الأيام الصعبة التي قضوها بعد الأمطار الطوفانية التي تهاطلت على البقاع المقدسة إلى درجة أنهم اضطروا لمشي كل المسافة الفاصلة بين عرفات ومنى وأيضا في سفريتهم إلى المزدلفة، ويمكن تصوّر حالة حجيج بعضهم جاوز سن السبعين وغالبيتهم لا يحسنون القراءة ولم يسبق لهم أن زاروا بلدا آخر يتنقلون مسافة تزيد عن العشرة كيلومترات على الأقدام في غياب وسائل النقل التي وُعدوا بها حين دفعوا تكاليف الحج الباهظة، ثم اتضح أن الخدمات ليست سوى سرير ينامون عليه.. وكانت ثورة الحجيج هي ميزة وصول زوار بيت الله سواء الذين وصلوا في الساعات الأولى من نهار أمس أو الذين وصلوا ما بعد عصر أمس إلى مطار محمد بوضياف بقسنطينة، ورووا قصصا كثيرة خلاصتها أن التنظيم كان فاشلا . * وعندما سألت " الشروق اليومي " عن المتابعة الطبية وتزويدهم بالماء الشروب وظروف الأكل، قالوا أن سوء التنظيم وتيهانهم جعلهم يبحثون عن مكان الإقامة وليس الصحة ولا الأكل . *