أجّلت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر العاصمة مساء أمس، النظر في قضية رفيق الحارس الشخصي لأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة رفقة اثنين آخرين إلى آخر الدورة الجنائية بسبّب تغيّب دفاع المتهم (ل.صابر). ويعتبر هذا التأجيل الثاني من نوعه الذي يطال القضية لنفس السبب. وقد تورط في هذه القضية، كل من (شوقي. ي) المكنى ماتياس، يبلغ من العمر 29 سنة، و(ش. يوسف) المكنى سليم، 34 سنة. و(ل. صابر) 30 سنة، مزدوج الجنسية فرنسي جزائري، حيث تمّ اكتشاف خيوط القضية سنة 2006 عندما ألقي القبض على المتهم (شوقي. ي) بمطار هواري بومدين عندما كان يتأهب لمغادرة التراب الوطني بعد معلومات وصلت لعناصر الأمن حولتورطه في الانتماء لجماعات إرهابية رفقة كل من (ش.يوسف) و(ل.صابر). وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، فالمدعو ماتياس (شوقي. ي) سافر إلى إيطاليا في أكتوبر 2000 بطريقة غير رشعية "حراڤ"، ثم سافر إلى إسبانيا ببطاقة هوية مزوّرة باسم نابولي كاوسطو، من جنسية إيطالية وصولا إلى برشلونة وهناك كان يتحصل على لقمة العيش عن طريق السرقة والسطو، وسبق للأمن الإسباني أن أوقفه وحوكم من أجل ذلك. وفي نوفمبر 2007، سافر إلى منطقة بارباس بفرنسا وهناك تعرف على أشخاص من الجالية العربية كانوا يقومون بالدعوة والتبليغ، وواصل في هذا المشوار إلى غاية نوفمبر 2004، اذ التقى بأشخاص لهم ميولات للفكر الجهادي، وتعرف على عناصر لتجنّد المتطوعين العرب للإلتحاق بالجماعات المسلحة بالعراق. ولدى تعرفه مع المدعو (ب. سفيان) دار الحديث بينهما حول المسمى عبد الحليم من أصل جزائري وهو الحارس الشخصي لأسامة بن لادن. وقد كلفه هذا الأخير بالقيام بعدّة عمليات إرهابية بفرنسا، تفجير نفق بحر "المانش" الرابط بين فرنسا وبريطانيا، وقد ربط المتهم (شوقي. ي) عدّة اتصالات مع نشطاء في الأعمال الإرهابية منهم المسمى عبد العزيز التونسي، الذي ينشط ضمن الجماعة السلفية للدعوة والقتال بتبسة. وفي فرنسا، كان يجمع المال لتمويل الجماعات هناك. تحركات ماتياس جعلته عنصرا فعّالا في تجنيد عناصر من ليبيا وموريطانيا والعمل على إرسالهم إلى الجزائر لتلقي التدريبات، ليتم بعد ذلك توجيههم إلى سوريا عن طريق الاتصال المباشر بأيمن الظواهري للالتحاق بالجهاد في العراق. إلا أن ترحال شوقي، لم يتم طويلا، حيث رجع إلى الجزائر وتمكن من التعرف على "أبو العلقمة" من منطقة تيزي وزو. وكلف بالإعداد لتدريب العناصر من فرنسا بهدف التخطيط لضرب المعابد اليهودية، ومقر الاتحاد الأوربي لبلجيكا، إلى غاية إلقاء القبض عليه في 2006. أما المتهم الثاني (ش. يوسف) فيرجع تاريخ انضمامه للجماعات الإرهابية المسلحة إلى سنة 1993 وفي سنة 2006 التقى بعناصر إرهابية تنشط بتيزي وزو ومنهم (أ. سالم) الذي عرض عليه الالتحاق بهم مجدّدا. وفي هذا اللقاء كلفوه بشراء شرائع هواتف نقالة فكان لهم ما أرادوا، وتحمل من المدعو شوقي على لباس شبه عسكري كما قام بشراء أغذية وألبسة للجماعات المسلحة. أما المتهم الثالث (ل. صابر) فيرجع تاريخ انضمامه للجماعات إلى 1996 سافر إلى بريطانيا، انطلاقا من فرنسا بصفته يحمل الجنسية الفرنسية. دخل السجن في فرنسا ربما ل6 أشهر لأنه كان يحمل جواز سفر مزوّر، ثم دخل إلى الجزائر ويطلب من (ن. سفيان) أحضر معه مبلغا من المال وهكذا كلف بنقل الأموال من فرنسا إلى الجماعات الإرهابية بالجزائر.