مصدر من الفاف يؤكد : " الصلح مرهون بالاعتذار .. ومستعدون لتجاوز الخلافات " تحركت الدبلوماسية الرياضية القطرية بالسرعة القصوى خلال الأيام القليلة الفارطة لتفعيل مبادرة صلح بين محمد روراوة، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وسمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، كسرا لحالة الجمود المستمر بين الطرفين منذ الثاني عشر نوفمبر من السنة الفارطة تاريخ الاعتداء على حافلة المنتخب الوطني على بعد أمتار فقط من مطار القاهرة، وهي الحادثة التي لقيت إدانة عالمية ووثقت بالصوت والصورة التي طافت مختلف وسائل الإعلام الدولية آنذاك، ويأتي تبني القطريين وعلى رأسهم محمد بن همام لهذه المبادرة تجسيدا للدور الرياضي الريادي للقطريين في الساحة العربية، خاصة بعد نيلهم شرف تنظيم مونديال 2022 لأول مرة في تاريخ كرة القدم العربية . * عزمي مجاهد المتحدث باسم الاتحاد المصري للشروق : * " العلاقات المصرية الجزائرية عادت إلى طبيعتها ولا داعي لإثارة مواضيع أخرى " * وفشلت في وقت سابق عدة مبادرات صلح أطلقت عبر وسائل الإعلام ك"مجسات نبض للشخصيتين"، دون أي متابعة جدية من قبل المعنيين بالأمر، خاصة في ظل تمسك سمير زاهر بمبدأ عدم الاعتذار عن أحداث القاهرة، التي اعترف بوقوعها وفشل تدبيره في التعامل معها في تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام مصرية في وقت سابق، بعد أن تبنى سياسة التضليل والدعاية الإعلامية قبل، خلال وبعد مباراتي الجزائر ومصر في التصفيات شهر نوفمبر من السنة الفارطة . * ويسعى محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والشيخ حمد بن خليفة رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم لاستغلال علاقتهما الطيبة مع كل من محمد روراوة وسمير زاهر لتجسيد مباردة الصلح فعليا على هامش تواجد المنتخب المصري بالدوحة يوم 16ديسمبر الجاري لمواجهة نظيره القطري في لقاء ودي . * * زاهر يرحب بالصلح * * وفي هذا الشأن، قال أمس، سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم في تصريح ل"الشروق" من القاهرة إنه يرحب بالمبادرة التي طرحها محمد بن همام، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للصلح بينه وبين رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة، على هامش المباراة الودية بين المنتخبين المصري والقطري يوم ال16ديسمبر الجاري بالدوحة، مثمنا الخطوة التي أقدم عليها بن همام وواصفا إياها بالمبادرة الطيبة ولا بديل عنها، كما نوه رئيس الاتحاد المصري أيضا بالجهود التي بذلها هاني أبو ريدة، عضو المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم لعقد هذا الصلح الذي تسعى أطراف عديدة لتجسيده على أرض الواقع في أقرب وقت ممكن، غير أن زاهر رفض ربط الصلح بالاعتذار، مؤكدا أنه لن يعتذر لأحد . * وكان زاهر قد اعترف في وقت سابق بفشله في التعامل مع حادثة الاعتداء على حافلة المنتخب الوطني بالقاهرة، وهي الواقعة التي كانت بمثابة " الضربة القاضية " للعلاقات المصرية - الجزائرية . * من جانبه، أكد عزمي مجاهد المتحدث باسم الاتحاد المصري لكرة القدم في تصريحات خاصة ل"الشروق" من القاهرة أمس أن رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر سوف يحضر مباراة مصر وقطر، والتي سيحضرها أيضا رئيس الاتحاد القطري، مضيفا بأن العلاقات بين مصر والجزائر بدأت تعود إلى طبيعتها منذ لقاء الرئيس المصري حسني مبارك بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، مشيرا إلى أن الفرق المصرية والجزائرية تلتقي معا بصورة دورية وطبيعية، "الأندية المصرية والجزائرية تلتقي الآن بصفة عادية وبالتالي لا داعي إطلاقا لإثارة مواضيع أخرى قديمة، يمكن أن تعكر صفو تلك العلاقة، مثل الاعتذار أو غيره " قال المسؤول بالاتحاد المصري لكرة القدم . * * الفاف متمسكة بمبدأ الاعتذار كشرط للصلح * * من جهة أخرى، كشفت مصادر عليمة ل"الشروق" أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم رحب بدوره بالمبادرة القطرية للصلح بين محمد روراوة وسمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، تثمينا لوساطة محمد بن همام ورغبته في إذابة جليد العلاقات بين الطرفين، غير أن نفس المصادر أكدت أن الفاف لا زالت متمسكة بشرط الاعتذار لقبول الصلح مع الجانب المصري، خاصة أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم لم يتجرع بعد حادثة الاعتداء المشينة على حافلة المنتخب الوطني يوم12نوفمبر من العام الفارط، والتي كشفت عن تدبير غير بريء من قبل بعض المصريين لترهيب زملاء زياني، فضلا عن حملة السب والشتم التي طالت شهداء ورموز الجزائر في تصرف أثار حفيظة كل الجزائريين دون استثناء، وهي التصرفات التي تستدعي فعليا اعتذارا صريحا من المصريين . * * .. واستعداد لتجاوز الخلافات و " تحسين " العلاقات * * وفي سياق ذي صلة، أكدت مصادرنا المقربة من الفاف، أن المسؤولين على كرة القدم الجزائريين أبدوا استعدادهم لتجاوز الخلافات وقبول اقتراح الوساطة القطرية، تثمينا لهذه الجهود إعطاء صبغة عادية وطبيعية للعلاقات بين الاتحادين الجزائري ونظيره المصري، خاصة أن الأندية الجزائرية والمصرية ستلتقي فيما بينها دائما خلال المنافسات القارية والإقليمية، كما حدث خلال رابطة الأبطال الإفريقية عندما واجهت شبيبة القبائل نادي الأهلي والإسماعيلي المصريين، فضلا عن لقاءات أخرى على مستوى المنتخبات الوطنية، وهي المعطيات التي تفرض "إعادة هيكلة " العلاقات بين الفاف والاتحاد المصري لكرة القدم . *