كشفت أمس محاكمة أحد المتورطين الذي ينحدر من ولاية أم البواقي في قضية المتاجرة بالمخدرات عن وجود شبكة تتكون من 4 أفراد مختصة في تهريب المخدرات من الحدود الغربية إلى الشرق الجزائري وتحديدا ولاية أم البواقي... حيث ينشط ضمن هذه الشبكة شخصان ينحدران من ذات الولاية برفقة مهربين يقطنان بمنطقة السواني الحدودية في تلمسان ويتواجدان في حالة فرار، والأخطر من هذا أن نشاط العصابة يرتكز بالأساس على مقايضة رؤوس الأبقار القادمة من الشرق الجزائري بكميات الكيف المعالج، وهي الحقائق التي تضمنها قرار الإحالة لدى مثول المتهم (ب.س) من ولاية عين مليلة أمام هيئة محكمة الجنايات بتلمسان. في هذا الصدد، كانت التحقيقات الأمنية لمصالح مكافحة المخدرات قد أسفرت أن المتهم هو صاحب السيارة التي كانت تقل 23 كلغ من الكيف المعالج، أين كانت مخبأة بإحكام خلف مقاعد سيارة 504 عائلية من نوع بيجو، علما أن القضية تعود تفاصيلها إلى سنة 2007 جاءت بعد اشتباه عناصر فرقة الجمارك بمنطقة زناتة في سيارة من نوع 504 والتي كان على متنها المدعو (ح.ع.ك)، حيث وبعد عملية تفتيش عثر بداخلها على كمية من الكيف المعالج كانت مخبأة بإحكام خلف مقاعد المركبة، أين تم إلقاء القبض على المتهم الذي بدوره كشف عن شركائه في العملية، وبعد تحديد هوية عناصر الشبكة الإجرامية، قامت مصالح الجمارك بالتنسيق مع عناصر مكافحة المخدرات باستدراج شخصين ضالعين في العملية، وذلك بعد ما ادعى المتهم (ح.ع.ك) لدى اتصاله بباقي عناصر الشبكة أنه يوجد حاليا بمنطقة أولاد ميمون بعد وقوع عطب في السيارة، حيث على هذا الأساس قام الرأس المدبر (ب.ف) الذي ينحدر من منطقة أم البواقي برقة (ب.ع) ابن منطقة السواني الحدودي بالاتجاه رأسا إلى دائرة أولاد ميمون، وفي الوقت نفسه قامت عناصر الجمارك بنصب كمين بمفترق الطريق الرابط بين منطقة الصفصاف وشتوان، وأثناء اقتراب الرأس المدبر من مفترق الطرق، أين كان على متن سيارة مرسيدس يقودها المتهم (ب.ع)، حيث تم القبض على الرأس المدبر، فيما لاذ المتهم الثالث بالفرار، وقد كشف المتهم (ب.ف) على أنه يقوم باستيراد المخدرات من عند (ب.ع) مقابل بعض رؤوس الأبقار، كما أن بائع المخدرات كان يقتنيها هو الآخر من عند المدعو "حكة"، أما المتهم (ح.ع.ك)، وكما جاء ذلك في قرار الإحالة، أنه كان ينوي الذهاب بالبضاعة إلى بوحنيفية بمدينة معسكر وأنه قام بالعملية مقابل 20 ألف دج. ممثل الحق العام، التمس تطبيق عقوبة المؤبد ضده، إلا أن هيأة المحكمة وبعد المداولات قضت بتبرئة ذات المتهم من جنايتي تكوين جمعية أشرار والمتاجرة في المخدرات، فيما يقضي باقي المتهمين عقوبة 20 سنة سجنا بالمؤسسة العقابية بتلمسان.