كشف التحقيق الذي قامت به فصيلة الأبحاث التابعة للمجموعة الولائية للدرك الطني لولاية تلمسان على خلفية حجز 716 كلغ من الكيف المعالج، أن بارونات تهريب المخدرات يقومون بتبييض عائدات نشاطهم الإجرامي باستخدام وثيقة التصريح بالعملة الصعبة المتوفرة على مستوى مصالح الجمارك بالموانىء والمطارات، كما تؤكد هذه القضية صلة شبكات تهريب المخدرات بالعصابات الإجرامية المختصة في تزوير الوثائق والسيارات. عيد ميلاد يفضح هوية ''بابا'' ونظام ''آفيس'' يكشف الحقيقة وتوصلت التحريات حسب معلومات متوفرة لدى ''النهار''، عن هذه القضية النوعية التي سبق عرض بعض تفاصيلها، أن الموقوف الرئيسي المدعو » ب.ل « وهو إرهابي مفرج عنه في إطارتطبيق تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، كان يتنقل برخصة سياقة مزورة خاصة بهوية إطار في الدولة، ويتعلق الأمر بمدير بنك التنمية المحلية لولاية مستغانم »غ.ال «، حيث كشف نظام التعريف الآلي للبصمات ''آفيس'' الذي خضع له الموقوف عن هويته الحقيقية بعد أن انتابت المحققين شكوك عند فحص هاتفه النقال الذي كان يتضمن صورة فيديو عن الإحتفال بعيد ميلاده، وكان أبناءه يرددون اسم ''لخضر'' بدل اسم ''العربي'' المدون على رخصة السياقة.وأكدت معلوماتنا، أن المعني بطال بدون مهنة يعيل عائلة تتكون من 5 أولاد، وقضى سنتين في المؤسسة العقابية بالبليدة من أجل تكوين جماعة إرهابية مسلحة مع السرقة الموصوفة وقضى قبلها 10 سنوات بسجن ''لمباز'' بباتنة بتهمة المتاجرة وحيازة مخدرات خلال الفترة الممتدة من سنة 1984 إلى 1994، غير أن المحققين حجزوا في مسكنه الواقع بحي الحمري بمغنية صكوكا بنكية خاصة بالقرض الشعبي الجزائري ودفتر التوفير والإحتياط ملك له، يرجح أنها من عائدات نشاط التهريب الذي يمارسه لفترة قبل توقيفه. التصريح الجمركي بالعملة الصعبة لتييض عائدات المخدرات و ضبط المحققون في اطار مواصلة التحريات ، بمسكن شريكه المدعو أ.ع بمدينة مغنية ، وثائق معدة للتزوير منها بطاقات هوية منزوعة الصورة لإمرأة ، مما يكشف عن تجنيد نساء في الشبكة إضافة الى قسيمات محضر المراقبة التقنية الدورية للسيارات فارغة الإجرامية للإفلات من الرقابة الأمنية خاصة في ظل تشديد الرقابة و تكثيف عمليات التفتيش. كما حجز أفراد فصيلة الأبحاث بمسكن المعني، وهو أحد عناصر الشبكة الإجرامية ومختص في التزوير، استمارة تصريح بالعملة الأجنبية فارغة وموقعة بختم رسمي تابع لفرقة الفحص بمصلحة الجمارك بمطار مصالي الحاج بزناتة بولاية تلمسان، وعلم في هذا السياق، أن هذه الوثيقة تسلم فقط إلى المغتربين عند دخولهم التراب الوطني، حيث يكونون ملزمين بالتصريح عن قيمة العملة الصعبة التي بحوزتهم، وأثبثت التحريات أنها تستعمل من طرف بارونات تهريب المخدرات لتبييض أموالهم وتبريرها من خلال هذه التصريحات المزورة التي تستخدم كغطاء ''قانوني'' لعائدات تهريب المخدرات. » هشام «...بارون مغربي يشرف على تسيير شبكة مغنية وتمكن المحققون من تحديد هوية مموّن الشبكة التي تنشط على مستوى الشريط الحدودي الغربي وتهرب المخدرات من مغنية باتجاه وهران، ومنها إلى ولايات الوسط، حيث كشفت إفادات الموقوفين، أن الأمر يتعلق ببارون مغربي يقيم بمدينة وجدة المغربية ويدعى » م. هشام « كان يتصل هاتفيا بالموقوف » ب.ل « لتأكيد وصول المخدرات المهربة، وقام بتجنيد مهربين مجهولي الهوية لتوجيه المهرب الجزائري وكانا يتصلان به بأمر من البارون بأرقام هاتفية غير معرّفة حتى لايتم تحديد هويتهما في حال تفكيك الشبكة. الإتصال بين المهربين ب''الآساماس'' والصفقة كانت ستتم أمام مقر ولاية مستغانم وكانت الكمية المحجوزة بصدد التهريب على مرحلتين إلى ولايتي مستغانم والبليدة وسط البلاد وتم تكليف » ب.ل « بنقلها، حيث كانت الصفقة ستجرى أمام مقر ولاية مستغانم لعدم لفت انتباه مصالح الأمن، ويوجد أحد منسقي الشبكة بالبلدية رهن الحبس في قضية سابقة تتعلق بحيازة والمتاجرة بالمخدرات، وكان يشتغل مقاولا في البناء وينحدر من بني مراد التي تعد معقل مهربي المخدرات الذين تم توقيف أغلبهم، كما يوجد متورط آخر ينحدر من السواحلية بتلمسان رهن الحبس لتورطه في قضية سابقة تتعلق بالسرقة.وضبط المحققون رسائل ''sms'' أرسلها المتورط الأول » ب.ل « إلى أحد شركائه الموجود في حالة فرار لإبلاغه عن لوحة ترقيم السيارة التي تم حجزها وكانت تستخدم في نقل المخدرات، مما يعكس طريقة الإتصالات بين عناصر الشبكة الذين يجهلون هويات بعضهم لعدم الإبلاغ عنهم عند سقوطهم في أيدي أجهزة الأمن. بينما لايزال البحث جاريا عن 4 متورطين، وقد تم تحديد هوياتهم وينحدرون من الزوية ومغنية إثنان منهم بدون مهنة والثالث تاجر.وقد تم تحويل الموقوفين الأربعة على محكمة الرمشي، حيث أمر قاضي التحقيق بايداعهم الحبس بسجن الرمشي بتهمة المتاجرة بالمخدرات، تكوين جماعة أشرار، التزير واستعمال المزور في المحررات الرسمية، تبييض الأموال، انتحال إسم الغير، تهريب المخدرات والمركبات.