شكلت عملية تسيير مدينة المسيلة، باعتبارها عاصمة للولاية تضم أزيد من 150 ألف نسمة، نقطة ساخنة، في جلسة يوم أمس بمقر البلدية، التي ترأسها الوالي بحضور أعضاء المجلس البلدي وجمعيات الأحياء. الطيب بوداود المسؤول الأول بالهيئة التنفيذية قال إن تسيير المدينة دون المستوى، مهاجما بذلك أعضاء المجلس الشعبي البلدي ومحملا إياهم المسؤولية في تراكم المشاكل وتفاقهما، رغم أن الإمكانيات المالية متوفرة، مشيرا إلى أن هناك سلوكات لا ترقى إلى طموحات المواطنين وتطلعاتهم اليومية. وفي سياق ذلك كشف عن أن البعض يلهث وراء الحصول "على عمرة" من الخدمات الاجتماعية بالبلدية، وكان من الأجدر ترك هذا الأمر للبسطاء من عمال النظافة، ناهيك عن أطماع أخرى لا يمكن وصفها إلا بالدونية البعيدة عن المشاكل الحقيقية التي تتخبط فيها عاصمة الولاية، حيث يعاني مواطنوها من مشاكل مختلفة، وصفت من قبل أحدهم بالكارثية، خاصة إذا تعلق الأمر بالصرف الصحي، ويطرح المشكل بدرجة أكبر في الأحياء الشمال الغربية الواقعة على الطريق المؤدي إلى حمام الضلعة كحي 21 مسكنا التطوري الذي سجل حسب ممثله 20 حالة ليشمانيا جراء تدفق المياه القذرة في محيطه وتحوله إلى مصب يهدد صحة السكان، فيما أشار بعضهم وبنفس الجهة إلى وجود 15 مصبا للمياه القذرة داخل النسيج العمراني، متسائلين عن دور المصالح المعنية ونشاط البلدية في حماية مواطنيها من الأمراض التي قد تنجم عن المظاهر المذكورة. أما أحياء 307 و "C4" بجوار القطب الجامعي، فقد قال عنها ممثل الجمعية بأنها دشرة بكل المقاييس جراء غياب التهيئة والإنارة العمومية والغاز الطبيعي وأشياء أخرى شكل غيابها اختفاء جل مظاهر العمران الحضري. وفي سياق الحديث عن الإنارة العمومية، إتضح أن أكثر من 20٪ من سكان عاصمة الولاية يتخبطون في الظلام الدامس، وهو من بين العوامل التي يقول بعضهم بأنها شجعت على انتشار الجريمة والاعتداءات على المارة، خاصة بالأحياء المتاخمة للمدينة، ومن ذلك حي الكوش وحي 700 والمويلحة وحي النسيج، أما بالنسبة للبيئة فالتدخلات كانت قوية، خاصة من قبل جمعية حماية البيئة بحي العرقوب، حيث وصف رئيسها "لحرش" الوضع على أطراف الحي المطلة على الواد بالكارثية، خاصة من جانب انتشار الفضلات وتدهور حالة حافة الواد وكذا رمي زجاجات الخمر الذي أصبح يشكل أمرا فظيعا ناهيك عن الكلاب الضالة التي فاق تواجدها كل التوقعات. وبخصوص المساحات الخضراء فقد مثلت النقطة السوداء في مداخلة أحد المواطنين، وهو ما سجل في حديث المسؤول الأول بالولاية، الذي أوضح بأنها تعرضت للنهب والاحتيال من قبل مافيا العقار، مؤكدا على ضرورة القضاء على وجه الدوار الذي لا يزال يشكل المداخل الأربع الرئيسية لعاصمة الولاية. يحدث ذلك رغم استفادة البلدية من حوالي 2000 منصب عمل في إطار الشبكة الاجتماعية وتشغيل الشباب، إلا أن الفضلات وآثارها لا تزال تؤرق السكان، وهنا كانت الإشارة إلى غياب التسيير العقلاني للمال العام، حيث استفادت الولاية من أغلفة مالية تعد بالملايير دون أن يتحقق الوجه المنير لعاصمة الولاية.