أصبح سوق ومحطة الحافلات ببومعطي بالحراش، ومواقف الحافلات بالخروبة ولاڤلاسيار في قبضة اللصوص، فالسرقات باستعمال السكاكين انتشرت هناك بشكل رهيب ومخيف، فلا يمر يوم دون تسجيل حادث سرقة أو تهديد، وعلى مرأى من المارة. * وفتح غياب أعوان الشرطة والدرك المجال للصوص وجعلهم يشكلون جماعات أشرار أصبحت معروفة للمواطنين، وهم يختارون ضحاياهم من داخل الحافلات وأثناء خروج الموظفين من العمل، فمعظم السرقات تحدث بعد الثالثة مساء. حيث تعرضت سيدة كانت بالحافلة لتفتيش كاملِ لجيوب معطفها من طرف شاب، ولم تبد أي مقاومة بسبب أن الأخير أشهر لها سكينا، * ولحسن حظها تواجد شرطي بالزي المدني بالحافلة، فتعارك مع اللصوص الذين كانوا ثلاثة وتمكن من طردهم خارجا مع الإبلاغ عنهم، وقد وجه الشرطي لومه إلى سائق الحافلة وقابضها، معتبرا بأنهما يسمحان بركوب اللصوص، ليجيب القابض بأن المجرمين يدفعون ثمن الركوب ولا يستطيع إنزالهم، كما تعرضت صحفية تقطن بمفتاح إلى السرقة بمحطة الحافلات ببومعطي ولثلاث مرات متتالية، فكانت كلما تشتري هاتفا جديدا يُسرق منها، أيضا تعرض شاب جاء من الجنوب الجزائري إلى السرقة، والغريب أن اللصوص أخذوا هاتفه من داخل الجيب العلوي لمعطفه وعلى مرأى من الركاب، وحتى الضحية بقي صامتا خوفا من السارق. ويلجأ بعض المجرمين للجلوس قرب النساء ليسهل لهم تهديدهم، حيث جلس واحد أمام سيدة حامل كانت بالحافلة المتوجهة إلى الكاليتوس، وبمجرد انطلاقها أشهر للمرأة سكينا خفية وطلب منها عدم إثارة الانتباه، ثم جردها من هاتفها وخاتمها ونزل في أقرب موقف. * ليبقى سوق بومعطي المكتظ بؤرة للمجرمين والذين لا يأبهون بأحد، حيث بإمكان لص واحد القيام بأكثر من خمس سرقات في اليوم الواحد رغم علم الجميع بأمره، وقد شاهدنا مرة فتاة داخل سوق بومعطي، وهي تصارع بمفردها لصا حاول سرقة محفظة نقودها، فدخلت معه في شد وجذب، فالفتاة تمسكت بالمحفظة واللص لم يرد إفلاتها، وفي النهاية تنازل السارق وهرب. ويلوم كثير من المواطنين سائقي الحافلات لسماحهم بركوب اللصوص رغم علمهم بنواياهم، في حين يعتبر هؤلاء بأنه ليس بإمكانهم فعل شيء، فالمجرمون يتنقلون في جماعات وقد يبطشون بكل من يقف في طريقهم، كما أن كثيرا من حوادث السرقة هناك تكون متبوعة بإزهاق الأرواح، أو تشويه أجساد الضحايا بشفرات الحلاقة. وعليه فإن مرتادي هذه الأمكنة يشعرون بالرعب الدائم، وهم يطالبون مصالح الأمن بتكثيف الدوريات، أو إقامة مقرات وحواجز ثابتة للشرطة ورجال الدرك.