سجلت محكمة الجنايات بالبويرة عدة قضايا تخص جنايات القتل العمدي، في أغلب الأحيان تكون وسيلة القتل الخنجر أو السيف وفي حالات أخرى قضيبا حديديا وكذا السلاح الناري وهذا نادرا، لكن استعمال غاز البوتان لقتل الزوجة والأولاد والتخلص منها بهذه الكيفية فذاك من غرائب ما سجلته محكمة الجنايات بالبويرة خلال دورتها المفتوحة... * وبطل هذه الجريمة هو الزوج الذي أراد أن ينهي كثرة الخلافات مع زوجته بهذه الطريقة البشعة أو ما يسمى كذلك بالموت البطيء والرحيم، دون أن يترك لفعله الشنيع أيّ آثار. وقد خطط لقتلها بمعية الأبناء، بعد أن ضاق بها ذرعا ولم يجد سوى وسيلة غاز البوتان في تلك الليلة لوضع حد لحياتها. تفاصيل القضية بحسب قرار الإحالة، تعود إلى شهر مارس من 2008 بأحد الأحياء الكائنة ببئر غبالو، على بعد 30 كلم غرب البويرة، في ذلك اليوم بلغ الخلاف قمته بين الضحية "الزوجة" وزوجها الذي أشبعها ضربا بالعصا وبعد تدخل الجيران خرج الزوج تاركا البيت إلى حين، ولم تكن تعلم الضحية ما كان ينتظرها في تلك الليلة البيضاء، ولولا لطف الله الحكيم وتدخل الجيران، مرة أخرى، لكانت في عداد الموتى في تلك الليلة المشئومة. فبعد دخول الزوج المتهم البيت، كان يبحث عن وسيلة يشفى بها غليله، وبعد أن هيأ كل شيء، بدءاً بأولاده الذين وضعهم في غرفة ثم أقبل على الزوجة فكبّل يديها ورجليها وأغلق فمها بمنديل ثم جاء بقارورة البوتان ففتح صمام القارورة، حيث بدأ الغاز يخرج وينتشر عبر منافذ أبواب الغرف وبكل برودة دم خرج الزوج حتى يودّع الزوجة والأبناء إلى الأبد وعلى طريقته الجهنمية وهم يغرقون تدريجيا وسط الغاز القاتل، إلا أن رائحة الغاز انتشرت بسرعة داخل العمارة الآهلة بالسكان، فاحتار الجيران وتساءلوا عن مصدر تسرّبات الغاز، وبعد وقت غير طويل تأكدوا أن الغاز يخرج من بيت الضحية، فطرقوا الباب وعندما لم يجبهم أحدا كسروا الباب الخارجي ودخلوا بعدها كسروا أبواب الغرف ليجدوا الزوجة تختنق وهي على وشك الموت إلى جانب الأبناء الذين وجدهم الجيران في حالة يرثى لها وتم إنقاد الجميع. * الزوج وخلال الجلسة، أنكر الفعل المنسوب إليه وحاول خلق قصة أخرى، إلا أن النيابة اعتبرت ذلك تملّصا والتمست 12 سنة سجنا بحقه وبعد المداولات نطقت المحكمة ب10 سنوات سجنا نافذا.