عناد بشيرمدير شركة نيلسن لبلاد المغرب العربي كشفت آخر دراسة أجرتها شركة "نيلسن" في الربع الأول من عام 2011 حول تطور المشهد العام للبيع بالتجزئة و المستهلك في الجزائر، عن ظهور نوع جديد من المستهلكين في الجزائر وهو " المستهلك الذكي" ، على ضوء التغييرات والتطورات الحاصلة، و منها ارتفاع دخل الفرد وتطور عادات التسوق و ارتفاع أعداد مراكز التجارة الحديثة التي تقدم أماكن بيع أكبر وتجارب مختلفة واختيارات للمستهلك وللعلامات التجارية، و بالتالي فإن المستهلكين في الجزائر أصبحوا يعرفون الماركات العالمية تدريجياً كمستهلكين أذكياء . * ويتصدر هذا النمو، حسب عناد بشير، مدير شركة نيلسن بالمغرب العربي، منتجات خاصة بالعناية الشخصية والمشروبات، كما لوحظ نمو عدد الماركات الجديدة والماركات الفرعية وطرح المنتجات في السوق وهذه دلالات واضحة حسبه على أن المستهلك مستعد لتقبل منتجات جديدة في السوق لأن أسلوب حياته يتطور ويتضمن بعض هذه التجديدات إضافة نكهات جديدة للمشروبات، تصميمات وأحجام تعليب جديدة والتوافر الواسع لمنتجات الأنظمة الغذائية و المنتجات المنزوعة الدهون و التي هدفها نشر الوعي الصحي لدى المستهلك وأرجع السيد عناد بشير في تصريح ل"الشروق " السبب الرئيسي في ذلك إلى النسبة الكبيرة للشباب الجزائري والتي تمثل 70 بالمائة من المجتمع ( أقل من 30 سنة ) حيث يمتلكون تطلعات متعلقة بالماركات العالمية، بالإضافة إلى تأثرهم الشديد واحتكاكهم المتزايد بمقاييس التجزئة الأجنبية من خلال الإعلام خاصة الانترنت والتلفاز. كلّ هذه العوامل أدّت حسب ذات المصدر إلى نمو عالي في السوق الجزائرية من حيث حجم وقيمة البيع بالتجزئة بين فئات البضائع الاستهلاكية الأساسية المعبأة، و بالرغم من التضخم الاقتصادي الهائل في الجزائر والذي نتج عنه الارتفاع في الأسعار خاصة بالنسبة للغذاء فإن نسب النمو عالية في أسواق المغرب العربي. ويتوقع خبراء الاقتصاد كما قال أن يستمر الاقتصاد القومي في الجزائر في الزيادة وفي كسب قوة دافعة أكبر خلال السنوات القادمة مضيفا انه إذا استمر الاقتصاد الجزائري في الصعود سوف يتحول ذلك الى دخل أكبر ومستويات أكبر للانفاق وهي عوامل أساسية لتشجيع الإنفاق على البيع بالتجزئة والسماح بالنمو أن يكمل. ليخلص إلى أنه لا مفر من ظهور أنماط حديثة وجديدة لأشكال وقنوات التجزئة في الجزائر بما أن نشاط البيع مستمر على طريق يبشر بالنجاح من حيث حجم و قيمة المبيعات. ومن المتوقع يقول ذات المتحدث أن يتقدم سوق الجزائر لبيع السلع الاستهلاكية بالتجزئة بصورة ملحوظة خلال السنوات القليلة القادمة، فأغلب الجزائريين مازالوا يذهبون في رحلات تسوق متكررة لشراء احتياجاتهم اليومية بكميات صغيرة وهذا يصنفها تقليدياً عن طريق التوريد على حسب الطلب و بيئة البيع بالتجزئة في المحلات المجاورة التي يسهل الوصول إليها، حيث أنه ليست مفاجأة أن المحال الصغيرة والأشكال التقليدية للتجارة تكوٍن 90% من اجمالي النشاط التجاري و أن السلاسل الشهيرة لمحال التجزئة ومبادئ التجارة الحديثة مثل الهايبر ماركت، نادراً ما تجدها في الجزائر. و أوصح أن توازن قطاع التجزئة الجديد يتجه الآن نحو توريد صحي، نسبة الطلب شهدت السنوات القليلة الماضية نموا كبيرا في شريحة التسوق مع المستثمرين الأجانب والمحليين مشتركين في السوق الجزائري الجذاب والذي يمتلك أحد أعلى مستويات دخل فرد في قارة أفريقيا. و أشار التقرير أيضا إلى أن السنة الماضية كانت نقطة تحول في هذا المجال مع افتتاح أول مركز تسوق غربي في الجزائر كخطوة للدخول في قطاع التجزئة الكبير ولكن لم يخدم جيداً و بصورة ملحوظة. ذهب الجزائريون بأعداد كبيرة من جميع أنحاء الدولة لتجربة هذا المركز الحديث والذي به ثاني هايبر ماركت في البلاد. بالإضافة إلى ثقافة التسوق السائدة، فان نجاح مركز التسوق وتفاعل المستهلك مع الفكرة أدى الى اعلان المستثمرين عن بناء مركزين تجاريين آخرين في البلاد ومن المحتمل أن يؤدي ذلك لدخول المزيد من المهتمين يتبعون نفس النهج ويقدموا قوات دافعة أخرى لتنمية قطاع التجزئة في الجزائر. و أشار نفس المصدر إلى أن التطورات الحاصلة في قطاع التجزئة جاءت كنتيجة للاستثمارات الكبيرة التي قامت بها الحكومة في تطوير البنية التحتية تتضمن مشاريع المعالم الأساسية مثل المطار الجديد والفنادق الفاخرة وأطول طريق سريع في قارة أفريقيا. و وفق ذات التقرير المشهد الجديد لسوق التجزئة بالجزائر يفرض ، بناءاً على تجربة "نيلسن" في تطوير الأسواق الأخرى، تعزيز بيئة البيع بالتجزئة بالمرافق الترفيهية و تقديم فوائد مضافة أخرى لجذب مستهلكين أكثر تميّزا، ويجب أن يتأقلموا إذا كانوا يريدون تثبيت أقدامهم لأن هذا المكان يصبح منافس بدرجة كبيرة. ستشجع "لعبة التغيير" أيضاً المستهلكين لقضاء وقت أكبر في مراكز التسوق مع فرصة اكتشاف ما هو معروض وفي النهاية زيادة مصروفاتهم. للاشارة فان شركة "نيلسن" بدأت عملها في الجزائر عام 2002 لتقدم خدماتها في قياس البيع بالتجزئة و متابعة البيع والبحث في احتياجات المستهلك وحسب مديرها بالمغرب العربي بشير عناد فعملاؤها مزيج من الشركات المحلية والعالمية (متعددة الجنسيات) في مختلف القطاعات من السلع الاستهلاكية والاتصالات والبنوك والصيدلة. * حوار * عناد بشيرمدير شركة نيلسن لبلاد المغرب العربي ل "الشروق " * "تطور احتياجات المستهلك تحدث تغيرا ايجابياً في سوق التجزئة الجزائري " * * هل من الممكن أن تعطينا فكرة عن شركة نيلسن و ما الخدمات التي تقدمها؟ * نيلسن شركة عالمية للقياس والمعلومات تقدم للمصنعين وخبراء السوق والشركات الاعلامية رؤى تحليلية عما يشتريه و يشاهده المستهلك. هذه الشركات تطبق نتائج نيلسن لتقديم المنتجات والخدمات التي تعكس طلب المستهلك للسوق. انني كمدير لأسواق المغرب والجزائر وتونس فانني مسئول عن متابعة توصيل نتائج وتحليلات مدعمة بحقائق لعملائنا لتعطيهم جانب تنافسي. * أنا جزائري مغربي حامل لجنسيتين ولدي خلفية أكاديمية في البحث التسويقي. وأجد هذا الوقت مميز جداً لنكون في أسواق المغرب العربي بسبب النمو الذي تشهده هذه الأسواق الديناميكية وهذا واضح بالتحديد في الجزائر حيث وجود فرص عديدة لنمو عملائنا وبالتحديد في قطاعات السلع الاستهلاكيةً والاتصالات. أثق ثقة كبيرة في المغرب العربي، بينما يصبح المستهلكين متطورون أكثر في طلباتهم واحتياجاتهم نشهد تغييرات مثيرة في طلب المستهلك.ًولأن شركة نيلسن لديها سجل هائل في مساعدة عملائها عالميا ليصبحوا أكثر نجاحاً فاننا نقوم بتطبيق خبراتنا العالمية لدعم احتياجات أعمال عملائنا في هذه البيئة المتطورة. * بدأت نيلسن عملها في الجزائر عام 2002 لتقدم خدماتها في قياس البيع بالتجزئة و متابعة البيع والبحث في احتياجات المستهلك التي توصل نتائج لا غنى عنها للعميل. عملاائنا هم مزيج من الشركات المحلية والعالمية (متعددة الجنسيات) وتعمل في الجزائر في مختلف القطاعات من السلع الاستهلاكية والاتصالات والبنوك والصيدلة. لدينا ما يقرب من 40 موظف محلي أغلبهم جزائريون ويتعاملون بقرب شديد مع العملاء والعلامات التجارية (الماركات) وبائعي التجزئة - ليقدموا لهم فهم أكثر تفصيلاً وعمقاً للمستهلك و السوق الجزائري. * * كيف يمكنك الحصول على هذه المعلومات لاعطائها للعميل؟ * يقوم فريقنا بعمل ميداني مكثف في مجال البيع بالتجزئة أو يسأل المستهلكين عن أراءهم بناءاً على متطلبات العميل. يمكننا بعد ذلك تحليل المعلومات المجمعة للحصول علىالنتائج لمساعدة لتلبية احتياجات المستهلك وتوقعاته التي تتغير باستمرار. ما هو شديد الأهمية بالنسبة لنا كشركة عالمية هو توصيل معلومات دقيقة للعملاء بغض النظر عن ان كان العميل شركة محلية أو دولية مع التمسك بمقاييس الأخلاقيات العالية وتطبيق القوانين المحلية في المكان الذي نعمل فيه. * * ماهي خصوصيات قطاع التجزئة في الجزائر؟ * في آخر دراسة أجرتها شركة نيلسن في الربع الأول من عام 2011 عن صناعة السلع الاستهلاكية، كشفت أن سوق الجزائر يظهر نمو عال من حيث حجم وقيمة البيع بالتجزئة بين فئات البضائع الاستهلاكية الاساسية المعبأة. و بالرغم من التضخم الاقتصادي الهائل في الجزائر والناتج عنه الارتفاع في الأسعار (خاصة الغذاء) فإن نسب النمو عالية في أسواق المغرب العربي يتصدر هذا النمو فئات منتجات العناية الشخصية والمشروبات، بما في ذلك المشروبات الغازية والعصائر والمنتجات الورقية. * لقد رأينا نمو رائع في عدد الماركات الجديدة والماركات الفرعية وطرح المنتجات في السوق وهذه دلالات واضحة أن المستهلك على استعداد أن يتقبل منتجات جديدة في السوق لأن اسلوب حياته يتطور. يتضمن بعض هذه التجديدات اضافة نكهات جديدة للمشروبات، تصميمات وأحجام تعليب جديدة والتوافر الواسع لمنتجات الأنظمة الغذائية و المنتجات المنزوعة الدهون و التي هدفها نشر الوعي الصحي لدى المستهلك. * * كيف يتغير القطاع و ما الذي يحتاج له لكي يتطور أكثر؟ * من المتوقع ان يتقدم سوق الجزائر لبيع السلع الاستهلاكية بالتجزئة بصورة ملحوظة خلال السنوات القليلة القادمة. أغلب الجزائريون مازالوا يذهبون في رحلات تسوق متكررة لشراء احتياجاتهم اليومية بكميات صغيرة وهذا يصنفها تقليدياً عن طريق التوريد على حسب الطلب و بيئة البيع بالتجزئة في المحلات المجاورة التي يسهل الوصول اليها. ليست مفاجأة أن المحال الصغيرة (ميني ماركت) والأشكال التقليدية للتجارة تكوٍن 90% من اجمالي النشاط التجاري. السلاسل الشهيرة لمحال التجزئة ومبادئ التجارة الحديثة مثل الهايبر ماركت، نادراً ما تجدها في الجزائر. في الوقت نفسه تشكل حصة السوق غير الرسمي قطعة كبيرة من اجمالي حجم التجارة. * ولكن توازن قطاع التجزئة الجديد يتجه الآن نحو توريد صحي، نسبة الطلب شهدت السنوات القليلة الماضية نمو كبير في شريحة التسوق مع المستثمرين الأجانب والمحليين مشتركين في السوق الجزائري الجذاب والذي يمتلك أحد أعلى مستويات دخل فرد في قارة أفريقيا. * السنة الماضية كانت نقطة تحول في هذا المجال فمع افتتاح أول مركز تسوق غربي في الجزائر كخطوة للدخول في قطاع التجزئة الكبير ولكن لم يخدم جيداً و بصورة ملحوظة. ذهب الجزائريون بأعداد كبيرة من جميع أنحاء الدولة لتجربة هذا المركز الحديث والذي به ثاني هايبر ماركت في البلاد. * بالاضافة الى ثقافة التسوق السائدة، فان نجاح مركز التسوق وتفاعل المستهلك مع الفكرة أدى الى اعلان المستثمرين عن بناء مركزين تجاريين أخرين في البلاد ومن المحتمل أن يؤدي ذلك لدخول لاعبين أخرين يتبعون نفس النهج ويقدموا قوات دافعة أخرى لتنمية قطاع التجزئة في الجزائر. من المهم ان نقول ان التطورات في قطاع التجزئة جاءت كنتيجة للاستثمارات الكبيرة التي قامت بها الحكومة في تطوير البنية التحتية تتضمن مشاريع المعالم الأساسية مثل المطار الجديد والفنادق الفاخرة وأطول طريق سريع في قارة أفريقيا. * * كيف تؤثر هذه التغيرات في تصرف المستهلك الجزائري؟ * بدأ في الظهور نوع جديد من المستهلك في الجزائر. في الوقت الذي يزيد فيه دخل الفرد تتطور عادات التسوق ويعتاد المستهلكون لارتفاع أعداد مراكز التجارة الحديثة والتي تقدم أماكن بيع أكبر وتجارب مختلفة واختيارات للمستهلك و(للعلامات التجارية) للماركات. بالتالي فان المستهلكين في الجزائر أصبحوا يعرفون الماركات العالمية تدريجياً كمستهلكين اذكياء فهم يتوقعون ويطلبون جودة أعلى واختيارات أكثر في البيع بالتجزئة. * يحرك هذا التغير سبب أساسي وهو النسبة الكبيرة من الشباب في الجزائر (حوالي 70% تحت سن 30 سنة) والذين لديهم تطلعات متعلقة بالماركات العالمية. هذا التغير يحركه أيضاً تعرض المستهلك الجزائري المتزايد لمقاييس التجزئة الأجنبية من خلال الاعلام خاصة الانترنت والتلفاز. عامل أخر هو تعرض الشعب الجزائري لمقاييس تسوق عالمية في أوروبا وفرنسا بالتحديد. * * ما هي توجهات المستهلك الجزائري في الوقت الراهن ؟ * بناءاً على تجربة نيلسن في تطوير الأسواق الأخرى، فإن الاعجاب باختيارات بيع التجزئة أعلى والبيئة المكيفة لن ترضي المستهلك كليةً. عادة يجب تقديم فوائد مضافة أخرى لتقديم الجذب الكافي لمتسوقون أكثر تميزاً. سوف يصبح تعزيز بيئة البيع بالتجزئة بالمرافق الترفيهية متوقع من المستهلك بشكل كبير في مراكز البيع بالتجزئة في الجزائر ويجب أن يتأقلموا اذا كانوا يريدون تثبيت أقدامهم لأن هذا المكان يصبح منافس بدرجة كبيرة. ستشجع "لعبة التغيير" أيضاً المستهلكين لقضاء وقت أكبر في مراكز التسوق مع فرصة اكتشاف ما هو معروض وفي النهاية زيادة مصروفاتهم. * زيادة الوعي بالماركات وتوقعات المستهلك لن تكون العوامل الأساسية فقط في اللعب هنا. يتوقع خبراء الاقتصاد أن الاقتصاد القومي في الجزائر سوف يستمر في الزيادة وفي كسب قوة دافعة أكبر خلال السنوات القادمة. اذا استمر الاقتصاد الجزائري في الصعود سوف يتحول ذلك الى دخل أكبر ومستويات أكبر للانفاق وهي عوامل أساسية لتشجيع الانفاق على البيع بالتجزئة والسماح بالنمو أن يكمل. لا مفر من ظهور أنماط حديثة وجديدة لأشكال وقنوات التجزئة في الجزائر بما أن نشاط البيع مستمر على طريق يبشر بالنجاح من حيث حجم و قيمة المبيعات.