في ردود فعل غلب عليها الدعوة إلى غضب واع وحضاري، امتدت أصوات الشجب لبث التلفزيون الحكومي الدانمركي شريطا مصورا يتضمن رسوما مسيئة لنبي الإسلام، إلى خارج الدانمرك لتشمل قوى وشخصيات إسلامية في دول أخرى مثل مصر والأراضي الفلسطينية. الوكالات ففي مصر، دعت جماعة الإخوان المسلمين أقوى جماعات المعارضة والتي تهيمن على نحو 20٪ من مقاعد البرلمان لاستنكار ما حدث بوسائل سلمية كالتظاهر وتداول رسائل الاحتجاج، فضلا عن مطالبة الحكومات والمنظمات العربية والإسلامية بالسعي لإصدار مواثيق دولية تجرم الاعتداء على المقدسات السماوية. واعتبرت الجماعة أن »تكرار هذه الأفعال هو دليل على عمق العداوة التي تكنّها قطاعات معيّنة في الغرب للإسلام ولرسول الإسلام وللمسلمين (وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) وهى عداوة ليس لها من سبب سوى كراهية الحق والعدل والإنصاف وكل القيم الحميدة التي يتصف بها الإسلام ويدعو البشرية للتحلي بها«. وكانت مقاطعة ملايين المسلمين لمنتجات الألبان الدانمركية على خلفية الأزمة الأولى للرسوم المسيئة تسببت في تراجع صادرات هذه المنتجات بنسبة 85٪ خلال فبراير 2006. وكانت عدة شخصيات ومنظمات إسلامية حول العالم توافقت أثناء الأزمة الأولى على دعوة المحتجين على الرسوم المسيئة للرسول الكريم إلى »غضب عاقل« وعدم اللجوء إلى العنف، وذلك بعد مقتل أكثر من 50 شخصا في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط خلال عاصفة الاحتجاجات التي اجتاحت جميع أنحاء العالم. وفي إطار ردود الفعل على بث التلفزيون الدانمركي للرسوم المسيئة الثانية، ندد الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين وعضو المجلس التشريعي بعرضها، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة أن يكون الرد الإسلامي »حضاريا«، وكذلك على أن »التمسك بالدين هو المخرج أمام الهجمات الأخيرة على الإسلام«. واعتبر البيتاوي أن عرض الرسوم »جزء من حملة صليبية يهودية غربية مسعورة ومنظمة ضد الإسلام ورموزه تشن منذ اليوم الأول لبعثة الرسول الكريم«. واستند في ذلك لقول الله تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملّتهم). وأضاف أن »هذه الحملة يشنّها الغرب بعدة طرق منها العسكري كما هو الحال في العراق وأفغانستان وفلسطين، والعقائدي والفكري كتغيير مناهج الدراسة والتشكيك والسخرية من رموز الإسلام«. وأوضح البيتاوي أنه »قبل قليل من طرح الصور للمرة الثانية في الدانمرك هاجم بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، وهو أبرز شخصية مسيحية في العالم، الإسلام واعتبره دين عنف وانتشر بحد السيف، كما اعتبر الرئيس الأمريكي جورج بوش في وقت سابق أن الإسلام دين فاشي وأن الحرب على العراق حرب صليبية«. وخلص إلى أن »كل هذا يدل على تنامي ظاهرة الكره والعداء للإسلام والمسلمين«. وعرض التلفزيون الحكومي الدانمركي شريطا مصورا لأحد الهواة يظهر شبانا من أعضاء حزب »الشعب الدانمركي« المشارك في ائتلاف الحكومة يشاركون في مسابقة لرسم صور مسيئة للنبي محمد. وأثارت تلك الرسوم الجديدة ردود فعل قيادات إسلامية بارزة طالبوا الحزب بفصل هؤلاء الأعضاء، معتبرين أن تكرار تلك الرسوم المسيئة في الدانمرك هو استخفاف بردود فعل المسلمين. وتصور إحدى رسوم المسابقة على ما يبدو الرسول صلى الله عليه وسلم »يتبول ويشرب الجعة«، كما يعرض شريط آخر من الرسوم المسيئة في ذلك الفيلم النبي محمدا »وقد أحاطت به زجاجات جعة«، ويصوره في صور أخرى على أنه »إرهابي يقصف كوبنهاجن«.