دعت المعارضة السورية خلال الندوة التي نظمتها الشروق أمس الجزائر شعبا وحكومة إلى اتخاذ إجراءات عملية لمساعدة الشعب السوري المنكوب والمحاصر، خاصة ونحن في شهر الصيام، متهمة النظام السوري بقتل شعبه وقصف المدن بالبوارج الحربية والدبابات، وأشار عمار القربي رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان إلى سقوط 2700 شهيد بعد خمسة أشهر من الثورة السورية، و30 ألف جريح و5 آلاف مفقود و25 ألف معتقل، فيما كشف الدكتور شادي جنيد الناطق الرسمي باسم تنسيقية دير الزور أن كل 50 دقيقة يسقط قتيل في سوريا وكل ربع ساعة يتم اعتقال شخص، وتساءل إلى متى يسقط كل هؤلاء القتلى حتى يتحرك العالم لوقف هذه المجازر.
* * * * * وشارك في هذه الندوة التي نظمتها الشروق حول المأساة الإنسانية في سوريا بالمركز الدولي للصحافة شخصيات سورية أبرزها المعارض السياسي السوري فاتح الراوي، وعمار القربي رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان، وبهية مارديني رئيسة اللجنة العربية لحرية الرأي والتعبير، الدكتور شادي جنيد الناطق الرسمي باسم تنسيقية دير الزور، والمنشد السوري الشهير أبوراتب، فضلا عن ناشطين سوريين مقيمين بالجزائر ومنضوين تحت لواء التنسيقية السورية في الجزائر لدعم مطالب الشعب السوري. * ندوة الشروق حول المأساة الإنسانية في سوريا لم تمنع من حضور قوي لشخصيات جزائرية سياسية من العيار الثقيل كانت نجمتهم المجاهدة الرمز جميلة بوحيرد التي أبت إلا أن تحضر هذه الندوة لفهم ما يحدث في سوريا على حد قولها، وأثار حضورها فرحة عارمة وتصفيقا خاصة لدى الجالية السورية التي حضرت بقوة الندوة، ولم يتمالك أحد الشعراء السوريين نفسه واقترب منها ملقيا عليها قصيدة عصماء تغنى فيها ببطولة جميلة بوحيرد. * كما حضر الندوة فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان، والشيخ عبد الله جاب الله، وجمال عبد السلام وجهيد يونسي القياديان في حركة الإصلاح الوطني والوزير السابق للاتصال عبد العزيز رحابي، والعديد من الشخصيات الناشطة في المجتمع المدني على غرار البروفيسور مصطفى خياطي. وغاب عن الندوة السفير السوري بالجزائر الذي وجهت له الشروق دعوة للمشاركة في هذه الندوة قصد إبراز موقف النظام السوري من الاتهامات التي توجه له من المعارضة. * الندوة التي افتتحها مدير الشروق اليومي علي فضيل بعد الاستماع لتلاوة آيات قرآنية من ترتيل أبو راتب، منحت الكلمة لضيوف الشروق السوريين الذين قدموا إلى الجزائر من مصر وتركيا وفرنسا وبريطانيا، ثم تلتها كلمات لشخصيات وطنية جزائرية قبل أن يفتح النقاش أمام الحضور، ودعت العديد من مداخلات الإخوة السوريين الشعب الجزائري إلى التحرك العملي من خلال إرسال مساعدات إنسانية للشعب السوري المحاصر في الداخل واللاجئين السوريين في تركيا ولبنان بالأخص، وفيهم من دعا السلطات الجزائرية إلى طرد السفير السوري من الجزائر، وهو ما تحفظ عنه الوزير السابق عبد العزيز رحابي. * الجزائريون المشاركون في الندوة من جانبهم أشاروا إلى دعمهم للثورة السورية ولجميع الثورات العربية، وأبدى البروفيسور مصطفى خياطي استعداده لتقديم أي مساعدة ممكنة للشعب السوري، ملمحا إلى دور أطباء سوريين في علاج جرحى جزائريين إبان حرب التحرير. نقطة حساسة أثارها الحضور في هذه الندوة تتعلق بحق الدفاع عن النفس ضد سياسة التقتيل وهتك الأعراض، ورد عمار القربي بأنه من حق كل سوري أن يدافع عن نفسه وعرضه ولو بأظافره، مشددا على رفض فكرة "أن نذبح كالشياه"، مضيفا أن الدفاع عن النفس لا يعني أن الثورة السورية تخلت عن سلميتها، وأشار إلى أن المصريين أحرقوا 99 مقر شرطة في يوم واحد ولا أحد اتهم ثورتهم بأنها ليست سلمية، لكنه رفض بشدة فكرة أن تشكل ميليشيات في هذه المنطقة او تلك لمواجهة النظام. * * * إذا لم يتكلم العلماء في زمن الفتن فمتى يتكلمون؟! * * الدكتور شادي جنيد من جهته تساءل لماذا انتفض العرب عندما قتل اليهود محمد الدرة بالرصاص ولم ينتفضوا عندما عذب الشبيحة وقوى الأمن السورية الطفل حمزة الخطيب إلى حد الموت بعد ما قلعوا أظافره... ونظرا لحالة التأثر الشديدة، انتفضت سيدة سورية تدعى هدى العطار بخطاب ولا أبلغ بكت وأبكت بعض الحضور وهي تحكي عن صعوبات العائلة السورية التي تعانيها في رمضان، وانتقدت صمت الصامتين، وركزت هجومها على العلماء والدعاة، وتساءلت كما تساءل أحد العلماء "إذا لم يتكلم العلماء في زمن الفتن، فمتى يتكلمون؟"، كما دعا بعض المتدخلين إلى رفع دعوى قضائية ضد بشار الأسد لاتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ومن المداخلات التي أثارت اهتمام الحضور الشاب الجزائري المدعو نورالدين المالكي الذي أشار إلى أنه فتح صفحة في الفايس بوك للشباب الجزائري لدعم الثورة السورية منذ أول يوم لانطلاقها، ليؤكد أن الجزائريين لم يتأخروا في مساندة إخوانهم السوريين، بل تحدث عن مشاركته في مظاهرات بالقاهرة لإسقاط نظام مبارك منذ أول يوم للثورة المصرية قبل أن يتم اعتقاله لأيام، ثم تم ترحيله إلى الجزائر، كما شارك في الندوة شخصية تونسية لم تكن في الحسبان دعت السوريين "أن يقيموا دولتهم في قلوبهم أولا". وتخللت الندوة مقاطع إنشادية للمنشد العالمي الدكتور أبو راتب خففت على الحضور ثقل السياسة وجففت للحظة دموع الباكين وحديث الدماء، لتذكرالحاضرين أن الشام ستبقى أرض المحبة رغم كل الجراح. * * عبد العزيز رحابي: * * * * محنة السوريين ليست جديدة والتغيير لديه ثمن * * * * قال وزير الاتصال الأسبق عبد العزيز رحابي "إن محنة الشعب السوري ليست بجديدة في العالم العربي"، لأن التغيير حسبه "لديه ثمن يجب أن تدفعه الشعوب". * * وأشار الدكتور عبد العزيز رحابي إلى أن زمن الثورات الإيديولوجية انتهى وأن تخويف المواطن العربي من الإسلاميين أو الشيوعيين لم يعد مجديا، مشيدا إلى مستوى التنسيق الذي وصلت إليه المعارضة السورية باختلاف أطيافها ومشاربها الفكرية. * * وأبرز رحابي التجربة الديمقراطية في تركيا التي نجحت في تحويل الشريعة إلى عدالة والجهاد إلى تنمية. * * * * ر/ ق * * * مصطفى خياطي رئيس جمعية "فورام": * * * مستعدون لتقديم أشياء ملموسة لدعم الشعب السوري * * * نحن مستعدون لتقديم أشياء ملموسة إذا كان هناك شيء يمكننا أن نفعله فنحن على استعداد كامل لأداء واجبنا في سوريا مثلما دعم إخواننا السوريون الثورة الجزائرية. * * ر/ق * * ميشال سطوف: * * * احموا شباب الثورة من القلعة "الأسدية" الفاسدة * * * * طالب ميشال سطوف، رئيس اللجنة السورية لدعم مطالب الشعب السوري، بدعم الثورة السورية وشبابها الذي يناضل وحده أمام مستبد بمجهز بدبابات وبارجات حربية تقصف المتظاهرين السلميين وحتى الآمنين في بيوتهم، مضيفا أن شباب سوريا أمام قلعة أسدية فاسدة أجرمت في حق شعبها، كما دعا السوريين لحماية المنجزات المحققة.