استبقت السلطات السورية خروج مظاهرات جديدة أمس تحت شعار "جمعة حرائر سوريا" بنشر تعزيزات أمنية وبشن حملة اعتقالات في عدد من المدن، في حين تحدث ناشط حقوقي عن أمر من رئاسة البلاد بعدم إطلاق النار على المتظاهرين. وقد واصلت قوات الأمن السورية حملات الاعتقال في عدة مدن سورية، وعزز الجيش انتشاره في معاقل الاحتجاج غداة مقتل أكثر من عشرين مدنيا في حمص وريف درعا. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش والأجهزة الأمنية داهموا قريتي البيضاء والقرير القريبتين من بانياس حيث اعتقلوا عشرات الأشخاص. مضيفا أن حملة الاعتقالات استمرت في بانياس، واستهدفت بشكل خاص المثقفين والكوادر العليا، فيما تبحث السلطات الأمنية في المدينة عن قادة الاحتجاجات الذين لم يتم اعتقالهم بعد. وقد أفاد رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار القربي، أن المعضمية في ريف دمشق شهدت حملة اعتقالات واسعة طالت عائلات بأكملها.، مشيرا إلى أن بحوزته لائحة بأسماء نحو300 معتقل.لافتا إلى انتشار الدبابات على الطريق المؤدية إلى الشيخ مسكين (25 كلم شمال درعا) بجنوب البلاد. يأتي ذلك في وقت نفذ فيه جنود سوريون حملة مداهمات واسعة بحثا عن المعارضين للنظام في مدينة حماة وحاصروا المدينة. وقال ناشط حقوقي، إن الجنود السوريين انتشروا -معززين بالدبابات- حول مدينة حماة في وسط البلاد واعتقلوا عدة أشخاص وفي مدينة دير الزور بشمال البلاد، نصبت السلطات السورية كاميرات داخل وخارج أحد المساجد التي تخرج منها مظاهرات بعد صلاة الجمعة. في مقابل التعزيرات الأمنية قال الناشط الحقوقي السوري لؤي حسين إن بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد ، أبلغته في اتصال هاتفي أنه صدرت أوامر رئاسية حاسمة بعدم إطلاق النار على المتظاهرين، وكل من يخالف ذلك يتحمل كامل المسؤولية. وكان حسين بين أربع شخصيات معارضة التقت بثينة شعبان هذا الشهر، وقدمت مطالب من بينها إنهاء القمع العنيف للمحتجين وإجراء إصلاح سياسي في سوريا. وكان ذلك اللقاء الأول بين المعارضة ومسؤولين كبار منذ أن تفجرت المظاهرات المطالبة بالحرية السياسية وإنهاء الفساد بمدينة درعا الجنوبية في 18 مارس الماضي. في غضون ذلك، خرجت أمس مظاهرات استجابة لدعوة ناشطين سوريين فيما سمّوه "جمعة حرائر سوريا"، تضامنا مع نساء يقولون إنهن تعرضن للاعتقال والإهانة على أيدي قوات الأمن، وللمطالبة بإطلاق سراحهن. وتأتي "جمعة حرائر سوريا" في خضم سلسلة المظاهرات التي خرجت في الجمعات الماضية باسم "جمعة التحدي"، و"جمعة الغضب"، و"جمعة الإصرار"، و"الجمعة العظيمة". وقد قوبلت هذه المظاهرات بتدخل عنيف من قبل قوات الأمن والجيش، مما جعل من تلك الاحتجاجات أياما دامية شهدت سقوط عشرات القتلى والجرحى في عدة مدن، وفق ما تقوله منظمات لحقوق الإنسان وشهود عيان.