مشكلة بعض البنات أنهن يُردن أن يظهرن متحررات إلى درجة هن أنفسهن غير راضيات عنها أمام بعض الرجال ويتحولن دون أن يدرين إلى لعبة يحركها من يتمكن منها حيثما شاء وبالطريقة التي يريد .. ويسرا أدركت الآن ولكن بعد فوات الأوان أن الشرف هو أهم ما في حياة المرأة .. * تقول يسرا التي وجدت نفسها في السجن ولم تُكمل العشرين من عمرها إنها لم تكن جميلة جذابة وكانت ترى تهافت الشباب على صديقاتها في الثانوية وفي غيرها من الأماكن تعقيدا لها، لأجل ذلك حاولت الظهور بما يجلب انتباه الشباب نحوها، حيث ادعت الغنى الفاحش والسفريات إلى الخارج .. كانت يسرا تلبس من الشيفون أو الألبسة الأجنبية المستعملة التي كانت تصلها من ولاية تبسة من إحدى قريباتها، ورغم أن والدها أستاذ في إكمالية، إلا أنه عجز عن تعليمها التواضع والعيش بما هو موجود، إلى أن سقطت فريسة في يد رجل جرّها بالقوة، إلى أن تتحول إلى أشبه بالجارية التي تنفذ الأوامر وفقط .. كان شابا مثلها سطحي التفكير يدعّي الثراء والحرية، إضافة إلى وسامته وكانت ترى أنه أكمل الحلقة المفقودة في حياتها وهي أن يكون لها صديق يجلب انتباه صديقاتها ويثير غيرتهن وليس فضولهن .. يسرا في لحظة مراهقة طائشة كانت مستعدة لأن تعطي كل ما تملك لأجل أن تبقى في وضعها الجديد، حيث صارت سيدة حلقات الفتيات وهي تحكي عن مغامراتها مع هذا الشاب الذي حلمت به صديقاتها دون أن يتمكن منه، ولكن في المقابل كانت تقدم التنازلات من عرضها، إلى أن صار عشيقها إلى عالم آخر، وهي أن تُحضر له الأموال، بدأت بالسُلفة من قريباتها ثم مدّت يديها إلى أموال والدها فكانت تأخذ مبالغ الألف دينار وما فوق ثم امتدت يدها إلى بعض مجوهرات والدتها .. وكان العشيق مثل النار التي لا تشبع، طلباته لا تنتهي وعندما يلاحظ تردد يسرا يهددها بالانفصال فتستجيب بطريقة أدخلتها عالم السرقة واحترفتها، ليس في بيتها فقط، بل حتى في بيت شقيقتها المتزوجة، فكانت لا تدخله إلا وفجرت فيه نار الفتنة وأحيانا تبيع لحظات من شرفها مقابل دراهم معدودات تعطيها لشاب جعلها مثل السكرانة التي لا تعي ما تفعل، إلى أن اكتشفت عمتها المهاجرة التي زارتهم في الصائفة الماضية سرقتها، فقدمت شكوى ورّطتها في السرقة مع سبق الإصرار والترصد، ولكن بعد أن أفقرت والديها متوسطي الحال وأحدثت شرخا في العلاقة بين أختها وزوجها، وأضاعت شرفها، إذ يكفي القول أنها خرّيجة سجون بتهمة سرقة أقرب الناس إليها. * العشيق نجا من العقوبة في غياب الأدلة، ولكن يسرا تبتلع الآن ندما قالت أنه أمرّ من العلقم .. يسرا قالت أن هناك فتيات أضعن شرفهن ولكني أضعت الشرف والمال والعائلة.. بالمختصر المفيد أضعت حياتي؟