عاشت بلدية أولاد عسكر الواقعة على بعد 55 كلم عن جيجل، ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضيين ما بين الساعة العاشرة والعاشرة والنصف، على وقع جريمة قتل راح ضحيتها الشاب "عبد الحليم. ب" البالغ من العمر 24 سنة، الجريمة التي اهتز لها سكان البلدية وقعت بمنطقة "المرابع" أين أقدم الجانفي "أحسن. م" البالغ من العمر 37 سنة... ياسر عبد الحي مصاب باضطرابات نفسية، على إطلاق النار من بدقيته على الضحية من مسافة قريبا جدا جعلت الطلقة تستقر في الرأس. وفي الوقت الذي سارع الجميع إلى مسرح الجريمة، كان الجاني يبحث له عن ضحية أخرى، شاءت الأقدار أن تكون ابن عمه "نور الدين. م" البالغ من العمر حوالي 30 سنة الذي التقاه الجاني نصف ساعة فقط بعد ارتكابه الجريمة الأولى، حيث أطلق عليه النار دون تردد، غير أن الطلقة أصابت الكتف الأيمن للضحية الثانية التي تمكنت من الهروب، خاصة وأن القاتل سبق له أن هدد ابن عمه بالتصفية الجسدية السنة الماضية، ما دفع هذا الأخير إلى تقديم شكوى إلى السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة الطاهير متهما فيها ابن عمه بتهديده بالقتل.. وحسب ما علمته "الشروق اليومي" من مصادر مسؤولة فإن الجاني المصاب باضطرابات نفسية والذي ضبط قائمة ب 19 شخصا قصد تصفيتهم، سبق له أن حاول السنة الماضية الانتحار شنقا قبل أن يتم إنقاذه من طرف بعض المواطنين وهو يتدلى من فوق غصن شجرة، الغريب في الأمر أن الذين أنقذوه من حبل المشنقة يوجدون -حسب ذات المصادر- ضمن قائمة المرشحين من طرفه للتصفية الجسدية.. القاتل الذي أفادت معلومات أخرى تحصلنا عليها، بأنه كان يتغيب عن بيته العائلي في العديد من المرات على مراحل متقطعة، حيث تصل فترة غيابه في بعض الأحيان عشرة أيام، كان يطلب قبلها المؤونة التي تكفيه مدة غيابه، وقد شوهد أكثر من مرة عند "قنطرة لملاكي" الموجودة ما بين قرية المحارقة وبلدية العنصر، وهي من المناطق التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية المسلحة، ما جعل بعض الأوساط "المحلية" ترشح فرضية نشاطه، أو بالأحرى تجنيده من طرف هذه الجماعات مستندين في طرحهم هذا إلى البندقية التي لا أحد يعلم من أين تحصل عليها، خاصة وأنه لا يوجد ضمن قوائم الدفاع الذاتي على مستوى بلديته، والغريب أكثر في قضية هذا القاتل، أنه وبعد هروبه واختفائه مباشرة بعد تنفيذه لعملية قتل المدعو "عبد الحليم" عاد في ظرف 24 ساعة للنوم في بيته مستغلا في هذا عدم وجود فرقة للدرك الوطني أو أي جهاز أمني ببلدية أولاد عسكر، وهي العودة التي قد تسمح له بارتكاب جريمة أخرى ضد أي شخص من الأشخاص الموجودين ضمن قائمته الطويلة، وطبعا جرائمه ستكون تحت تأثير الاضطرابات النفسية التي يعاني منها منذ مدة طويلة، والتي يبدو أنها على علاقة بالشكوك التي تساوره اتجاه أفراد عائلته.