عاش سكان مدينة سكيكدة أول أمس، حالة من الهلع جرّاء إنبعاث روائح الغاز الطبيعي في العمارات والمؤسسات والإدارات وحتى في الهواء الطلق والذي يعود إلى مادة (T.H.T) التي ضختها مؤسسة سونلغاز في قنوات إيصال الغاز الطبيعي، بعد التسرّب الذي طال القناتين الرئيسيتين الناقلتين للغاز والتي تموّلان أحياء مدينة سكيكدة. وحسب مصدر مسؤول بسونلغاز للشروق، فإن حادث التسرّب تسببت فيه مقاولة لأشغال الطرق كانت بصدد إنجاز أشغال حفر بمحاذاة القناتين الناقلتين للغاز على مستوى محوّل الطرق عند المدخل الشرقي للمدينة وبمحاذاة مجمّع سوناطراك وذلك ما بين الساعة السابعة والنصف والثامنة من صباح يوم الخميس. وقد أكد هذا المصدر للشروق، أن القناتين تمّ تجديدهما وتغيير مكانهما منذ مدّة قصيرة فقط، واستغرب هذا المصدر عدم علم المقاولة بمكان القناتين الناقلتين للغاز! وفي هذا السياق، علمت الشروق من مصادر موثوقة، أن أشغال الحفر تمت في غياب رئيس الورشة، وفي غياب المقاول، حيث أن المقاولة تحوز على خرائط لجميع القنوات الناقلة للغاز والخيوط الهاتفية، فما كان ليحدث ذلك لو كان أحد مسؤولي المقاولة متواجدا لحظة القيام بأشغال الحفر تؤكد هذه المصادر، الأنبوبان الناقلان اللذان طالهما العطب، يبلغ قطر الواحد منهما 200 ملم في حين يبلغ مقدار الضغط بهما 4 بار (وحدة قياس الضغط) لكل أنبوب وهو ضغط عال، بإمكانه أن يحدث انفجارا هائلا لو صادفته شرارة ما، إلا أن تفاعل رجال الشرطة مع الحادث مكنهم من تجاوز أي أخطار محتملة، حيث قاموا بتغيير مسار دخول وخروج السيارات إلى ومن سكيكدة وأحيطت منطقة التسرّب بعازل بشري كبير، وسخرت مؤسسة سونلغاز من جهتها كامل إمكاناتها المادية والبشرية للتحكم في العطب ومتابعة الأخطار المحتملة، وقد تمكن تقنيو المؤسسة من إصلاح العطب في الأنبوب الأول في حدود الساعة الثالثة من زوال نفس اليوم، في حين تمّ إصلاح العطب في الأنبوب الثاني في حدود الساعة السابعة مساء. ومباشرة بعد ذلك، بدأت فرق سونلغاز التي بلغ عددها 10 فرق في سباق مع الزمن من أجل إصلاح الأعطاب التي مسّت قنوات نقل الغاز إلى المنازل وهي الأعطاب التي قال عنها المصدر المسؤول بسونلغاز للشروق بأنها كانت موجودة من قبل وسبب كشفها يعود إلى مادة (T.H.T) التي تفرز الرائحة المميزة التي يعرفها الجميع والتي تمّ ضخ كميات كبيرة منها في الأنابيب الناقلة للغاز للمنازل من أجل التعرّف على نقاط التسرّب وهو ما كان فعلا، حيث تم التحكم في أكثر من 80٪ من هذه التسرّبات والعملية لاتزال مستمرة حسب هذا المصدر لإصلاح كل الأعطاب. وفي نهاية نهار أول أمس، بدأت عملية ضخ الغاز تعود رويدا رويدا إلى أحياء المدينة والتي اكتملت نهار أمس الجمعة. وقد عانت مطابخ السكيكديين أول أمس أزمة حقيقية جرّاء انقطاع الغاز، حيث اضطرت جلّ العائلات إلى التوجه إلى المطاعم لتناول وجبات الغداء والعشاء والتي عانت بدورها من اكتظاظ كبير ومن ندرة في الخبز، باعتبار أن جلّ المخابز لم تشتغل طيلة يوم الخميس. س. زڤاري