بمقتل القذافي تسقط مبرارت تأجيل الحسم في عدد من القضاياو كان أعضاء المجلس الإنتقالي يقولون إنها ليست اولوية في ظل استمرار وجود "القائد السابق" على قيد الحياة. * قال وزير الدفاع الليبي، جلال الدغيلي، في ندوة صحفية عقدها، امس، ان التحدي المقبل هو انهاء حالة الإنفلات الأمني الذي تعيشه البلاد، ودعا الدغيلي مواطنيه الى تسليم الأسلحة الخفيفة والثقيلة والسيارات الرباعية التي بحوزتهم، بل والعمل من اجل استرجاع تلك التي ماتزال في ايدي أنصار الزعيم السابق، الذين لا يمكن التنبؤ بخطوتهم السابقة، هذا المطلب الذي يعد أمنية في حد ذاتها، يبين الهشاشة الأمنية الموجودة في البلد، وعبر عنها وزير الدفاع حين قال: أن هذه الأسلحة التي يؤمل استرجاعها ستوجه من اجل تسليح الجيش والقوات الأمنية الليبية، وهو كلام يدل منطوقه على ان المجلس الإنتقالي ليس له آي سلطة مباشرة وحقيقية، على ما كان يطلق عليهم الى غاية ما قبل وفاة القذافي "كتائب الثوار"، وكان الخلاف واضحا بين التصريحات والمواقف التي كانت تصدر من طرابلس وبغازي. * وبدا من خلال الخطاب الهادئ لوزير الدفاع الذي غابت عنه الروح الإنتصاروية، أن سادة طرابلس الجدد يعون أن الاحتفالات التي كانت في تلك الأثناء، تعج بها ساحات ليبيا، ليست سوى استراحة يتمنى قادة الثورة ان تطول قدر المستطاع، ولكن تسارع الأحداث لا يوحي ان الساحة ستترك لقادة الإنتقالي فرصة لإلتقاط الأنفاس، ففي نفس تلك الساحات طرح إشكال آخر لم يكن الزعماء يرغبون في طرحه الآن، حيث نقلت بدون تعليق قنوات التلفزيون على المباشر هتافات للمتظاهرين، تقول أن الهدف المقبل بعد تحرير سرت هو تحرير القدس، ومؤكد ان هذا الهتاف ليس هو الذي عملت قوات الناتو لسماعه، بل ان هناك احاديث غير رسمية عن ان احدى "التشكرات" التي سيقدمها السادة الجدد لطرابلس للمجتمع الدولي الذي عمل على تحريرهم ولادهم هو الاعتراف بدولة إسرائل. * وقبل هذا سيجد أعضاء الإنتقالي أنفسهم قريبا جدا امام ما يسميه المختصون في الثورات مرحلة الحقيقة، فبقاء القذافي حيا جعلهم يؤخرون الإعلان عن الحكومة الجديدة، كما مكنتهم حياة "الزعيم" من تأجيل خلافاتهم أو إخفاء صراعتهم وراء جلابيبه الإفريقية، ولكن ليس لعبد الجليل وجبريل ما يقولانه للناس حول الأسباب القادمة لتأجيل الإعلان عن تشكيل الحكومة. * كما أن هناك ملفا ليس أخف من الملفات الأخرى السابقة ولا أقل استعجالا يتعلق الأمر بالعلاقات الدبلوماسية مع دول لم تكن مقتنعة بما يقوم بهم قاتلوا المجلس الإنتقالي، ونالتها عدة شتائم وتصريحات لم تكن مسؤولة، فمقتل القذافي في سرت يعني انه لم يكن لا في الجزائر ولا في النيجر، ويعني ان الحملة الاستعدائية التي تعرضت لها هذه الدول، ينبغي تصحح عاجلا، ان كان سادة ليبيا الجدد يرون ويعتقدون أن مصلحة بلادهم في علاقات مطمئنة مع جوارهم.