لفظت على مستوى مصلحة الإنعاش الطبي بالمؤسسة الاستشفائية العمومية علي بوسحابة بخنشلة الأم "فريدة. ط" صاحبة الأربعة والثلاثين عاما، متزوجة وأم لطفلين، من منطقة أولاد رشاش جنوب شرق الولاية خنشلة بعد أكثر من 70 يوما كاملة قضتها أسيرة المستشفى، وهي تعد الأيام والساعات، بل الدقائق والثواني قبل رحيلها الأسبوع الفارط، وهي على فراش الموت البطيء وسط معاناة كبرى وآلام حادة وفي وضع إنساني يمزق القلوب حسرة وألما وحزنا على حالتها النادرة والغريبة، والتي عاشتها منذ دخولها مصلحة طب النساء بالمؤسسة الاستشفائية علي بوسحابة في الخامس والعشرين من شهر جويلية الفارط، حيث كانت تصارع أوجاع الجراح والتعفنات والتقرحات الجلدية على جسمها إثر نهش حشرة الدود لأطراف جسدها، بعد أن عجز الأطباء والجراحون والمختصون في تشخيص دائها، فلم يكن بمقدورهم سوى توفير الإسعافات المتعلقة بتنظيف وتطهير أطرافها. * قضية بداية المأساة الإنسانية للسيدة فريدة التي كانت تنتظر أياد رحيمة من ذوي الاختصاص لإنقاذها من الموت حتى يتسنى لها مواصلة حياتها مع طفليها، بدأت حينما كانت المرأة بجوار أمها العجوز لتصاب بمرض غريب لا تختلف أعراضه عن داء )التقرح الجلدي(، وذلك منذ حوالي شهرين، ليتم نقلها ساعتها إلى المؤسسة الاستشفائية العمومية علي بوسحابة بخنشلة لتخضع إلى كشف طبي معمق بخصوص طبيعة الإصابة، ليقرر الطاقم الطبي تحويلها نحو المؤسسة الاستشفائية العمومية الجديدة بطريق باتنة بحكم تواجد أطباء أخصائيين وجراحين من جنسيات مختلفة، لتلقى في ظروف غامضة ومجهولة وكالعادة الرفض بالاستقبال والتكفل، لاسيما أمام حالة التعفن الشديدة والروائح المنبعثة منها، فضلا عن منظر الديدان التي ظهرت بها لتحوّل بسبب ذلك مجددا إلى مستشفى علي بوسحابة، حيث تم وضعها في غرفة معزولة في ظل انعدام علاج فعال لحالتها إلى غاية وفاتها وتشييع جنازتها بمسقط رأسها.