والدته المقعدة لم تعلم بنبإ وفاته لحد الساعة تفاجأت عائلة شبشوب القاطنة بعنابة، بخبر يصلها من القنصلية الجزائرية في نابولي الإيطالية، يفيد بانتحار ابنها شنقا فارس البالغ من العمر 24 عاما الذي تنقل عبر زورق رحلة غير شرعية أسبوع بعد عيد الأضحى المبارك، وهو النبأ الذي تناولته "الشروق" في حينه. ولم يهضم أشقاء فارس لحد الآن ما حصل، لأن شقيقهم كان شابا حيويا محبا للحياة، إضافة إلى التناقضات بين ملف الحادث الذي يقول إنه انتحر داخل زنزانة في سجن سردينيا شنقا رغم أن سجون الجزيرة الإيطالية مزدحمة بالمساجين، ولا يمكن تخصيص زنزانة لسجين واحد، وبين ما كتبته صحيفة إيطالية عندما قالت إنه انتحر أمام أنظار سجينين كانا معه في الخلية. "الشروق" تقربت صباح الجمعة من شقيقه الأكبر ميلود القاطن بعنابة، فأكد أن شقيقه "لا يعاني الفقر ولا المرض ولا التهميش المؤدي للإحباط" بل إنه "شوشو" العائلة والحي الذي يسكن فيه، وأحب الأبناء لأمه المريضة البالغة من العمر 64 سنة وهي مقعدة بسبب المرض وفقدانها للبصر، وهي لم تعلم بحادثة هلاك ابنها لحد الآن، وحبه للهجرة إنما حدث بسبب عشقه لحياة المرح الشبابي، ولأن له أصدقاء في نابولي وفي مدينة نيس الفرنسية لا يجد نفسه إلا معهم، ورغم أن فارس اشتغل في الصيد البحري في عنابة رفقة شقيقه وكان يجني مع كل رحلة صيد قرابة المليون سنتيم إلا أنه كان يشعر بالضجر ويريد السفر إلى أوربا، خاصة أنه هاجر منذ سنتين ولكن السلطات الباريسية أعادته إلى أرض الوطن بسبب وثائقه منتهية الصلاحية، فارس الذي فقد والده في ربيع 2004 وهو أصغر إخوته الأربعة، مدمن على لعبة الكرة الطائرة في عنابة، أمضى عيد الأضحى مع عائلته وصنع أجواء الفرح، وكان يقول إنه سيحتفل بعيد ميلاده القادم الخامس والعشرين في الخامس من مارس في باريس، حيث يقطن شقيقه ولكن القدر استعجله في ظروف غامضة جعلت عائلته بسبب سلبية دور القنصلية الجزائرية في نابولي توكّل محاميين إيطاليين لكشف الحقيقة أحدهما من طرف عائلته والثاني من أصدقاء فارس في إيطاليا وفرنسا، وما حزّ في نفس عائلة شبشوب أنهم كلما اتصلوا بالقنصلية الجزائرية في إيطاليا لمعرفة الجديد، تطالبهم بإرسال 3500 أورو تكاليف نقل جثة فارس إلى الجزائر، وهو المبلغ الذي دفعه رفقاء فارس بالمهجر، لأن البنوك الجزائرية لا ترسل العملة الصعبة وإنما تستقبل فقط. وينتظر أن تصل جثة فارس إلى أرض الوطن الأسبوع القادم ليدفن في عنابة.