أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة أمس بتشريح جثة الشاب حملاوي محرز الذي لفي مصرعه في أحداث الشغب التي اندلعت بعد مباراة النادي الإفريقي التونسي و”أسيك ميموزة” الإيفواري بملعب المنزه الدولي بالعاصمة التونسية، فيما طالبت عائلته بتدخل عاجل لوزارة الداخلية لمتابعة القضية· وذكر أفراد أسرة الضحية أنهم سيباشرون إجراءات المتابعة القضائية ضد قوات الأمن التونسية ابتداء من اليوم· شيعت عصر أمس جنازة الفقيد ”محرز” الذي وصل إلى أرض الوطن فجرا في حدود ,02.00 بمقبرة ”بوقنطاس، غرب مدينة عنابة، في أجواء مهيبة وبحضور جمع غفير من الأهالي والأقارب والأصدقاء، فيما غابت السلطات المحلية· وفور وصول الجثمان، نقل إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى ابن رشد حيث بقي 12 ساعة قبل أن يطلب وكيل الجمهورية من الطبيب الشرعي إجراء تشريح على الجثة في أعقاب تلقيه أوامر من السلطات العليا كون القضية تصنف في الخانة الدولية ولا تندرج ضمن مهامه واختصاصه· وقال ”بيوض شوقي” جار الضحية الذي تنقل إلى تونس العاصمة للإشراف على نقل الجثة، في تصريح ل”البلاد”، إنه بمجرد وصوله إلى المستشفى العمومي التونسي، حيث وجد جثمان ”محرز” مهملا وبرأسه جروح عميقة دون أن يعيره المسؤولون بالقنصلية الجزائرية أدنى اهتمام، التقى هناك بشباب تونسيين ينتمون إلى لجنة أنصار النادي الإفريقي الذين ساعدوه على نقل الجثمان· فيما ذكر شقيقه أن ”القضية لن يسكت عليها وسيتم تكليف محام للإشراف على إجراءات المتابعة القضائية· وطالبت عائلة الضحية، التي تحدثت أمس إلى ”البلاد”، السلطات العليا بالتدخل وكشف حقيقة وفاة ابنها ومعاقبة الجناة· ولم تتردد عائلة الفقيد في توجيه أصابع الاتهام إلى الشرطة التونسية التي استعملت حسبهم القوة المفرطة مع ابنها أثناء فضها أحداث الشغب· كما نددت العائلة بموقف القنصلية التونسيةبعنابة التي توجهوا إليها أمس الأول لمعرفة حقيقة ما جرى، غير أن هذه الأخيرة لم تقدم لهم أي توضيحات أو معلومات بخصوص الوفاة، وطلبت منهم مغادرة مقر القنصلية لعدم اطلاعها بالقضية· كما استنكرت العائلة عدم تلقي الدعم المالي من السلطات الجزائرية، خاصة بعدما طالبتها الخارجية التونسية بتسديد مبلغ ألف و400 دينار تونسي (10 ملايين سنتيم جزائري) عند الحدود البرية مقابل استلام جثة الضحية·