على بعد أيام قليلة من حلول رأس السنة الميلادية، وفي زخم الصراع الانتخابي في مصر، الذي أفرز حقيقة السلفيين في الخارطة السياسية المصرية، قال الأمين العام لحزب الأصالة السلفي، عادل عفيفي، إنه لا يجوز لمسلم أن يهنئ مسيحيا بعيد ميلاد المسيح، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، وفق ما تناقلته الكثير من الصحف والمواقع المصرية. * وأثارت هذه الفتوى ضجة كبرى، مما جعل عادل عفيفي يتراجع ويقول، إن حزبه يهنئ الأقباط لأنهم إخوة للمسلمين، ولا يهنئ الكنيسة، وهو ما زاد من ثورة المسيحيين وأيضا المسلمين من التيارات الأخرى، ودفع نائبه في الحزب، ممدوح إسماعيل، ليتدخل ويقدم ما يشبه التوضيح المغلف باعتذار من الحزب، ويقدم على المباشر عبر قناة الحياة المصرية تهانيه للمسيحيين بمناسبة رأس السنة الميلادية، التي اعتبرها عيدا لكل المصريين، وقال إن الديمقراطية في حد ذاتها عيد بالنسبة لكل المصريين والعرب بعد الربيع العربي! وأثار موقف حزب الأصالة السلفي الذي لا يختلف إطلاقا عن رأي السلفيين في كامل العالم الذين يُحرمون تبادل التهاني بمناسبة الأعياد الدينية الأخرى باستثناء الإسلامية، ويرون أنها من البدع. دار الإفتاء المصرية ومفتي الديار المصرية، علي جمعة، وعلماء الأزهر من أمثال الشيخ فرحات المنجي ردوا بسرعة، وقالوا إن الإسلام يبيح تبادل التهاني مع بقية معتنقي الديانات السماوية، خاصة إذا كانوا يعيشون معهم، من أجل إيصال رسالة التسامح الإسلامية، وبين هذا وذاك، بدأ السلفيون الذين طرقوا باب الانتخابات في مصر وحققوا انتصارات هامة يثيرون الجدل ليس بين المسيحيين والمسلمين فقط، وإنما لدى السلفيين، خاصة في مصر ودول الخليج العربي.