استقبل رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، الأحد بمقر المجلس، وفدا عن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني بقيادة د. إبراهيم عزيزي، رئيس اللجنة. وذكر بوغالي في مستهل اللقاء بأن الجزائر وإيران تربطهما علاقات تاريخية مبنية على أواصر الأخوة الصادقة والحرص على التعاون الوثيق، وأبرز أن البلدين يبذلان جهودا متواصلة لتعزيز علاقاتهما الأخوية. واعتبر بوغالي أن الزيارات المتبادلة بين الهيئتين البرلمانيتين تعد فرصا مواتية لاستعراض مستوى العلاقات الثنائية بصفة عامة، مجددا بذات المناسبة، عزمه على بذل جهود جادة للرقي بها إلى المستوى الذي يعكس الإرادة السياسية المشتركة للبلدين مع توسيعها لتعزيز وتنويع التعاون الاقتصادي، بما يعكس حجم الإمكانيات والفرص المتوفرة بين البلدين وإرادة الارتقاء بها. وبعد الإشارة، إلى ما يتيحه قانون الاستثمار من تحفيزات للمتعاملين الأجانب، لاسيما في ظل التوجه نحو تنويع مصادر الثروة، دعا بوغالي إلى التعاون في مجال المؤسسات الناشئة مٌبديا الاهتمام بالتجربة الإيرانية وتنوع مجالاتها. على صعيد آخر، ذكر بوغالي بمواقف الجزائر السيادية ومرتكزات ثوابتها القائمة على عدم التدخل في شؤون الدول واحترام سيادة أراضيها وتغليب الحوار في حل الأزمات و نصرة القضايا العادلة في العالم والحد من تداعيات النزاعات على استقرار الدول وطمأنينة الشعوب. واستعرض بوغالي الظروف الاستثنائية التي تطبع الأوضاع الحالية إقليميا ودوليا، لاسيما الاعتداء الصهيوني وجرائمه البشعة في قطاع غزة وتوسعه على مدن أخرى وعلى لبنان، في ظل صمت وتواطؤ من طرف بعض الدول، وأكد حق الشعب الفلسطيني في إقامة وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، كما تطرق إلى قضية الصحراء الغربية المصنفة أمميا كقضية تصفية استعمار مؤكدا حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. وفي سياق متقارب، سجل بوغالي أن التدخلات الأجنبية لا تراعي سوى مصالحها ولا تزيد الأزمات إلا تعقيدا، وأكد أن الحل في ليبيا يجب أن يكون وطنيا، شأنه شأن باقي الأزمات في الدول الأفريقية الأخرى. بدوره، تناول رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي السيد إبراهيم عزيزي آخر التطورات التي تشهدها المنطقة خاصة ما يتعلق بالوضع في فلسطينولبنان، وما تستدعيه من جهود لوقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني الأعزل الذي تحتل أراضيه الفلسطينية من قبل الاحتلال الغاصب والذي يستهدف دولا أخرى بالتوسع، وأشاد بمواقف الجزائر في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني المظلوم، منوها أيضا بمواقف الجزائر ومرافعتها لصالح هذه القضية العادلة، علاوة على جهودها في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة. من جهة أخرى، قدم إبراهيم عزيزي التهاني بمناسبة الاحتفال بسبعينية الثورة التحريرية وما تجسده من معاني التاريخ المتجدد والثوري للشعب الجزائري الذي واجه الاستعمار ونال استقلاله بدفعه لأرواح مليون ونصف مليون شهيد. وعلى صعيد العلاقات الثنائية التي وصفها بالتاريخية والمتجذرة، أكد السيد عزيزي ضرورة تقوية العلاقات الثنائية والحرص على توسيع التعاون ليشمل مزيدا من المجالات الاقتصادية بما يعكس تميز العلاقات السياسية والعمل البرلماني المشترك.