دخل الاعتصام المفتوح لإسقاط الحكومة اللبنانية يومه الرابع وسط تمسك المعارضة بالمطالب التي رفعتها وأبرزها "رحيل الحكومة غير الشرعية وتشكيل حكومة وحدة وطنية". ويستمر آلاف المعتصمين في قضاء نهارهم في مظاهرات واحتجاجات وليلهم داخل خيم تم نصبها في ساحتي رياش الصلح والشهداء وسط العاصمة بيروت. ويبعد المعتصمون بحوالي مائة متر من مقر الحكومة، حيث يتحصن رئيس الوزراء وفريقه. وتوعدت المعارضة "حزب الله وحركة أمل والتيار العوني" حكومة فؤاد السنيورة بمفاجآت في تحركها المفتوح. وقال وزير الطاقة والمياه المستقيل، محمد فنيش، إن مواصلة الاعتصامات والتظاهرات في بيروت يرتبط بمدى قراءة "الفريق الممسك بقرار السلطة للوضع الشعبي وهذا الحشد ودلالاته". وأعلن وزير حزب الله السابق في تصريحات صحفية عن "خطوات أخرى ستلجأ إليها المعارضة إلى جانب التظاهر"، لكنه لم يكشف عن طبيعة هذه الخطوات. وقال إن "قوى المعارضة ستقرر خطواتها بناء على قراءتها لتطورات المرحلة"، محملاً حكومة فؤاد السنيورة وفريق 14 أذار "مسؤولية ما يجري وما يمكن أن ينتج عن التظاهرات على الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والأمنية. من جهة أخرى، نفى فنيش وجود أي اتصالات بين قوى المعارضة وقوى السلطة بعد خروج المسيرة، مؤكدا "رفض المعارضة لأي تسوية لا تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية". وقد أعلنت سوريا بشكل واضح دعمها لمطالب المعارضة، وقال نائب وزير الشؤون الخارجية فيصل مقداد إن المهم هو احترام خيار الشعب اللبناني وتأسيس حكومة وحدة وطنية. وفي الجانب الآخر، تعهد فؤاد السنيورة وطاقمه الحكومي بعدم الرضوخ لمطالب المعارضة، فيما يستمر الدعم الدولي والعربي لموقف الحكومة اللبنانية. وفي هذا الإطار، يبدأ التحرك المصري السعودي تحت عنوان حماية لبنان من التدخل الإيراني، وقد شنت الصحف اللبنانية المقربة من المعارضة هجوما على التدخل العربي، وكشفت صحيفة الديار أن رسالة الرئيس المصري حسني مبارك إلى اللبنانيين والتي تمثلت من خلال تصريحاته المحذرة من التدخل الإيراني، كانت شبه تهديد بتدويل، المسألة اللبنانية في حال استمر الضغط على الرئيس السنيورة. أما صحيفة صدى البلد، فنقلت عن مصادر في المعارضة تعليقها على اتصال العاهل السعودي بالوزراء في الحكومة وتساؤلها "ماذا كان موقف الأكثرية لو اتصل الرئيس الإيراني أو السوري بقيادات لبنانية؟". قال الرئيس جاك شيراك، خلال مؤتمر صحافي عقده على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في ريغا، في إجابة عن مدى القلق الفرنسي لتحول »حزب الله« في لبنان إلى المعارضة، فأجاب: أملي بأن تستمر روح الحوار الوطني في لبنان، لأنه الضامن الأفضل لسيادة البلد واستقلاله، خصوصاً سلامه وأمنه، وسلامة جميع اللبنانيين وأمنهم. وبعدما لاحظ أن هذا الأمن هش، شدد على انه من »حق جميع اللبنانيين، وبمعزل عن طوائفهم وأصولهم، أن ينعموا بالأمن والسلام. وعلى جميع المسؤولين اللبنانيين أن يدركوا أن مسؤوليتهم الأولى هي المساهمة في هذا السلام، أي عدم الاستسلام للعدائية بكل الأحوال، بل العمل على الترابط والمودة«. وأشار إلى أنه في هذا المجال، فإن فرنسا عبرت عن أملها بأن »يمثل حزب الله مكانته كاملة في إطار الحياة السياسية اللبنانية«، وأن هذا الحزب »تشكيل سياسي ينبغي أن تكون له مكانته في الطائفة الشيعية، وأن يحتل طبيعياً مكانة الاعتدال مثل الجميع، متيحا تعزيز الأمن«. القسم الدولي