انطلقت "مي دي 1 سات" القناة المغربية الخاصة التي تعد امتدادا لإذاعة "مي دي1" في البث يوم الجمعة الماضي، وهو مؤشر مهم يعبر عن إصرار المغرب على الذهاب بعيدا في تحرير القطاع السمعي البصري ويعبر أيضا عن فهم عميق من القصر الملكي لدور الإعلام في إدارة جولات الصراع سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، ولن يكون مفاجئا أن تتبنى القناة الجديدة ذات الرأسمال المغربي في أغلبيته خطابا إعلاميا لا يراعي مصالح الجزائر، مثلما أثبتته إذاعة "مي دي 1" على مدى سنوات متواصلة. وفي الجزائر، حيث تصر السلطات الرسمية الإبقاء على احتكارها للقطاع السمعي البصري، تطرح عدة تساؤلات عن الخيارات التي يمكن اللجوء إليها في مواجهة مؤشرات "النجاح" المغربي في إدارة حرب الإعلام، على الأقل في كيفية معالجة ملف حساس كملف الصحراء الغربية في الاتجاه الذي يخدم الرؤية المغربية، إلى جانب ملفات أخرى كالتنافس على جلب الاستثمار الأجنبي الذي بدأ فعلا يختار وجهته المفضلة باتجاه المغرب وتونس. وليس معروفا لحد الآن هل تغيرت نظرة الرئيس بوتفليقة لمسألة تحرير القطاع السمعي البصري، أم لا، منذ تصريحه الشهير الذي قال فيه غداة اعتلائه كرسي المرادية عام 1999 "أن الوقت لم يحن بعد لتحرير هذا القطاع"، حتى وإن كانت الخرجة الأخيرة لرئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم عبر منتدى التلفزيون الحكومي التي كرر فيها ما قاله الرئيس بوتفليقة سابقا، تكفي لتجيب ب"لا" على كل من يأمل في تعددية إعلامية في السمعي البصري. لكن للإعلاميين الممارسين للمهنة في المجال السمعي البصري رأي مغاير تماما لنظرة السلطة، بداية من مدير التلفزيون حمراوي حبيب شوقي الذي أكد في حوار سابق مع "الشروق اليومي" موقفه المؤيد لفتح هذا المجال أمام المنافسة، وفي هذا السياق عبر محمد دحو، وهو إعلامي مارس مهنة مراسل لعدد من القنوات العربية، عن رأيه في الموضوع بالقول أنه "من المخجل أن يتراجع المشهد الإعلامي في الجزائر إلى ما قبل مرحلة الحزب الواحد" في الوقت الذي كشف ل"الشروق اليومي" عن كون مشروعي "مي دي 1" والجامعة الأمريكية تم اقتراحهما أولا على الجزائر في سنوات السبعينيات، لكن السلطة أنذاك رفضت قبولهما بحجة أن الجزائر بلد ثوري. وبالنسبة لحيدر حيدورة مراسل قناة "الأل بي سي" اللبنانية فإن "الجزائر مجبرة على الاختيار بين أمرين، الأول هو تطوير قنواتها الرسمية من أجل إيصال صوتها إلى العالم، والآخر هو فتح المجال أمام قنوات خاصة". و من جهته، تساءل أحمد حرزالله، مدير مكتب العربية في الجزائر عن "الجدوى من ممارسة الرقابة على الصورة من طرف مؤسسة البث الإذاعي والتلفزي في وقت توفر خدمة الفيديو عبر الأنترنت حرية كبيرة، فلماذا التخوف من الانفتاح". رمضان بلعمري: [email protected]