شهد يوم أمس تساقط أولى أمطار "الغيث" بعد أشهر من الجفاف والحرارة التي تعدت بكثير معدلاتها الموسمية، بعدما استقر الخوف في قلوب المواطنين والمسؤولين على حد سواء من خطر موسم جفاف، بدأت السلطات تتحسب لعواقبه بتخفيض ساعات التموين بالمياه، أما وزارة الشؤون الدينية والأوقاف فقد دعت المواطنين إلى صلاة الاستسقاء يوم 10 نوفمبر الفارط للأخذ بأسباب مكافحة الجفاف. فبالنسبة لحالة الطقس المنتظرة للأيام المقبلة، قال رئيس التنبؤات بالمركز الوطني للأرصاد الجوية بوعلام خليف أن الأمطار ستستمر في السقوط على مدى أسبوع كامل يتخلله بعض الصفاء من فترة لأخرى، وستخص المناطق الشمالية للبلاد لتتجه منها إلى ولايات الشرق. وبحسب طبيعة الفصول، قبل أن تعرف السنوات ال10 الأخيرة تذبذبا كبيرا في الفصول، تكون هذه الأمطار هي الأمطار الأخيرة لفصل الخريف، باعتبار أن فصل الشتاء لن يحل، في حساب الفصول، إلا بعد أسبوعين أي في ال21 ديسمبر الجاري، وما حصل حسب رئيس التنبؤات في مركز الأرصاد الجوية هو "أننا لم نشهد فصل الخريف هذه السنة، وهذه الأمطار لا نسميها أمطار الشتاء، إنما هي أمطار نهاية الخريف"، حيث معروف أن الأمطار الأولى في السنة تسقط مع نهاية شهر أوت، أو ما كان يصطلح عليه قديما ب "غسالة النوادر" التي كانت زمن الأجداد تأتي مع نهاية كل موسم حصاد نهاية فصل الصيف. وستستمر الأمطار اليوم في التساقط على ولايات الجزائر، تيبازة، بومرداس، بجاية، تيزي وزو، البويرة مع تسجيل 50 ملم خلال 24 ساعة، وقد طال التساقط أيضا معظم ولايات الشرق الجزائري ليلة أمس ويستمر طيلة نهار اليوم بولايات بجاية، جيجل، سكيكدة، عنابة، الطارف، قالمة، سوق أهراس وشمال ولايات سطيف وميلة وقسنطينة، ليسجل بعض الصحو خلال الليل وتعود الاضطرابات الجوية نهار الجمعة. وينتظر أن يعم الغيث باقي ولايات الوطن خلال هذا الشهر والأشهر القادمة، حيث أصبح معروفا أن المواسم "بدلت" الأدوار، وأصبح أطول فصل في السنة على الإطلاق فصل الصيف وما يجر معه من مشاكل في نقص المياه وتذبذب في الإنتاج الفلاحي. غنية قمراوي: [email protected]