محمد يعقوبي: [email protected] كنا ننتظر أن يرد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة على التهم الخطيرة التي وجهها إليه زعيم حزب الله السيد نصر الله، ولا ينفش ريشه بتلك الطريقة الإستعراضية، متناسيا أنه رئيس للحكومة وعليه مسؤولية تجاه اللبنانيين جميعا بكل طوائفهم ومذاهبهم وإنتماءاتهم السياسية، لأن الكلام الذي ساقه نصر الله ضد السنيورة يتعدى الهم اللبناني ويهم كل العرب والمسلمين الذين كانوا معنيين مباشرة بالغزو الإسرائيلي للبنان وما صاحبه من صمود ومقاومة. نصر الله ورغم كونه زعيما لطائفة بدا أحرص من السنيورة وهو رئيس الحكومة، على وحدة اللبنانيين وتماسكهم وعلى ديمومة الحكم الديمقراطي التوافقي الذي أسس له إتفاق الطائف، ففي الوقت الذي طلب فيه نصر الله من السنيورة أن يتنحى ليخلفه سني آخر أكثر نزاهة وإلتزاما وحرصا على وحدة اللبنانيين، قال السنيورة أنه إذا إستمر غياب الطائفة الشيعية عن الحكومة فسوف تستمر هذه الحكومة في العمل كأن شيئا لم يكن، وفي الوقت الذي يزهد فيه نصر الله في حقائب حزبه الوزارية لصالح المعارضة، يستمر السنيورة في رفض حصول المعارضة على الثلث الضامن، وفي الوقت الذي يستخرج فيه نصر الله بعض فضائح حكومة السنيورة خلال الحرب الأخيرة يدس هذا الأخير رأسه في التراب ويفضل الإحتماء بالوفود الخارجية لأكثر من أسبوع من الاعتصامات في الشارع. الموضوع ليس موضوع سنة أو شيعة، لأن فضائل الشيعة في لبنان يقابلها فضائحهم في العراق، وفضائل السنة في العراق يقابلها فضائحهم وعمالة بعضهم في لبنان، وبالتالي فإن مصلحة الجميع كما قال نصر الله أن يقفل النقاش المذهبي وينحصر في الخيارات السياسية، وكلما ضاق النقاش في القضايا محل الخلاف أمكن الخروج بحلول لها، أما المنزلق الطائفي والمذهبي فمن شأنه أن يتجاوز الحدود اللبنانية ويدخل المسلمين في نقاش عقيم حول خلافاتهم التاريخية والفقهية، بينما مشكلتهم الاساسية مع مخططات الهيمنة والتقسيم والتخلف من المحيط إلى الخليج.